طرابلس - ادنبره - واشنطن - أمستردام:
أفرجت السلطات الاسكتلندية أمس الخميس عن رجل المخابرات الليبي السابق عبد الباسط المقرحي الذي كان محكوماً بالسجن مدى الحياة؛ لاتهامه بتنفيذ تفجير طائرة ركاب عام 1988 فوق لوكربي الذي قتل فيه 270 شخصا، لأسباب إنسانية بسبب إصابته بالسرطان في مراحله المتأخرة.
وقد وصل المقرحي الذي يعتقد انه لم يبق له في الحياة إلا أقل من ثلاثة أشهر إلى مطار معيتيقة الدولي في طرابلس وظهر بعد انتظار طويل على أرض المطار ليرحب بأفراد من أسرته. وأفاد مصدر ليبي ان سيف الإسلام القذافي ابن الزعيم الليبي معمر القذافي يرافق المقرحي على الطائرة نفسها التي أقلته إلى ليبيا. وقال وزير العدل الاسكتلندي كيني مكاسكيل (انه رجل يحتضر وهو مصاب بمرض مميت. وقراري هو ان يعود إلى بلاده ليموت هناك).. إلا أن الوزير قال انه لم يأخذ الضغوط السياسية في الاعتبار. وقال انه قراري وقراري لوحدي... لقد قمنا بذلك طبقا للإجراءات المطلوبة. أعلم ان البعض لن يوافق على القرار، مضيفا انه اتخذ القرار من دون أي اعتبارات سياسية أو اقتصادية.
قرار الإفراج عن المقرحي لاقى انتقادات شديدة من الولايات المتحدة التي كانت دوماً تمارس ضغوطاً لإبقائه في السجن. وقالت الولايات المتحدة أمس إنها تشعر بأسف بالغ لهذا القرار وقد طلبت من ليبيا عدم استقباله استقبال الأبطال. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في حديث اذاعي ان قرار الإفراج عنه (خاطئ). وأعرب أوباما عن رغبته في ان تضع ليبيا المقرحي قيد الإقامة الجبرية. وقال صحفي هولندي ومتخصص في القضايا المتعلقة بحادث لوكربي في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أمس: إن الإفراج عن المقرحي جاء لتجنب الكشف عن أخطاء ارتكبها الادعاء الاسكتلندي.