الجزيرة- حازم الشرقاوي - تصوير- فتحي كالي
بدأ الموظف محمد القحطاني منذ أسبوع مضى يترقب الصحف اليومية مقلبا أوراقها باحثا عن إعلانات السلع الأكثر انخفاضاً التي تطرحها أسواق المواد الغذائية استعدادا لشهر رمضان، وأخذ القحطاني الذي يتقاضى أربعة آلاف ريال شهرياً يدون في وريقة أسماء الأسواق وأرخص الأسعار من هذه السلع والمنتجات المعلنة عبر الصحف، والبروشورات التي توزع على المنازل في مختلف أحياء الرياض، وبعد مرحلة التدوين بدأت رحلة الشراء ومحاولة الحصول على السلع الأقل سعراً وفقا لما أعلنته الأسواق على مدى الأيام القليلة الماضية.
وخلال رحلته التسوقية بين المراكز التجارية، قال القحطاني إنه خرج بثلاث ظواهر مهمة تستحق الوقوف عليها، الأولى: عروض شكلية على بعض السلع والثانية أسواق مزدحمة وأخرى متوسطة، والثالثة: تقارب في الأسعار بين رمضان الماضي والحالي، وقد أكدت هذه الظواهر الثلاث الجولة الميدانية (للجزيرة) على مدى اليومين الماضيين.
فالأولى (العروض الشكلية)؛ حيث شهدت بعض الأسواق تقديم عروض ترويجية ضخمة على عدد محدود من السلع؛ فعلى سبيل المثال، قدمت بعض الأسواق عرضا على منتج (فيمتو) بأسعار تتراوح ما بين 1 ريال إلى 4.5 ريال في حين أن سعره خارج العروض يتجاوز 8 ريالات، فتوجه عدد كبير من المتسوقين لشراء هذا المنتج من الأسواق صاحبة العروض ولكنهم صدموا عندما رأوا لوحة عريضة تؤكد أنه لكل زبون أو متسوق حبتين فقط، وبعض الأسواق حددت عبوة للسائق والأسرة عبوتين، فيما كانت أسواق أخرى تترك المتسوق يأخذ الكمية التي يريدها وتحاسبه على سعر 3.95 ريال لأول حبتين وما زاد عن ذلك يكون السعر 8.5 ريال للحبة الواحدة، وهذا ينطبق على بعض العروض الأخرى التي تشهدها الأسواق حاليا.
أما الظاهرة الثانية، وهي أسواق مزدحمة وأخرى متوسطة؛ حيث رصدت جولة (الجزيرة) ظاهرة تحدث لأول مرة في أسواق المواد الغذائية وهي ارتفاع معدلات الشراء وقت الظهيرة خاصة في أغسطس من كل عام، فقد شهدت الأسواق ازدحاما ملحوظا من الصباح وحتى الساعات الأولى من اليوم التالي بحثا عن العروض والتخفيضات التي أعلنت عنها المراكز التجارية والأسواق خلال الأيام الماضية، وقد ساعدت الرسالة الاعلانية الموجهة للزبائن في جذب المتسوقين وتحويل الأسواق إلى مزدحمة بصورة ملفتة من خلال حجم العروض المقدمة عبر وسائل الإعلام، كما أدى الاعلان عن تخفيض بعض السلع وخاصة الرمضانية منها في ازدحام اسواق بصورة ملفتة للجميع لدرجة ان البعض لم يستطع الحصول على السلع المخفضة لنفاذها في وقت قياسي، أو تحديد عبوتين فقط لكل مشتر من هذه السلعة، كما ظهرت اسواق بصورتها الطبيعية حيث الأقبال المعتاد (المتوسط) لأنها لم تقم بلعبة الترويج وإبراز عروض على بعض السلع والمنتجات وخاصة التي تستهلك في رمضان، وبدأ يتردد عليها زبائنها الطبيعيون الذين اعتادوا على هذه الأسواق.
اما الظاهرة الثالثة فهي أن أسعار رمضان الحالي تقترب من رمضان الماضي، حيث رصدت ( الجزيرة) اقترابا ملحوظا أو هبوطا قليلا في أسعار رمضان الحالي مقارنة بالعام الماضي خاصة في السلع الرئيسة مثل الأرز والسكر، والألبان والمكرونة، والزيت، والطماطم والخيار والخضراوات، وهناك ارتفاع ملحوظ في أسعار الطماطم والخيار يزيد على40%، وتراجع في أسعار زيوت الطعام والأرز والمكرونة ما بين 20-30%، واستقرار في أسعار السكر وبعض الخضراوات والفواكه والألبان.
ومن خلال الرحلة التسويقية الرمضانية للقحطاني وجولة (الجزيرة) تكون هناك وقفة مع المتسوقين والأسواق فيجب أن تكون العروض منطقية ومتوافرة وتكفي الجميع فليس منطقيا أن تنفذ السلعة بعد ساعات من الاعلان عن عروضها، أو تحدد الكمية بحبتين لكل عميل، كما يحتاج المتسوقون إلى الحصول على ما يكفيهم فقط من السلع التي يحتاجونها خاصة السلع الترويجية، فمعظم المنتجات الغذائية تصنع داخل المملكة حاليا فهي متوفرة بصورة مستمرة.