(الجزيرة) - أحمد القرني
بناء على توجيه إنساني كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (حفظه الله)، تمكن فريق طبي وجراحي أمس من إجراء عملية فصل طارئة لتوأم سيامي من مملكة البحرين الشقيقة بعد ولادتهما مباشرة بعملية قيصرية عاجلة بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض، ونجح الفريق الطبي والجراحي برئاسة وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة من إنهاء العملية بمدة 5 ساعات.
ونقل د. الربيعة تحيات وتهنئة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لأعضاء الفريق الطبي والجراحي وأسرة الطفلة وللأشقاء في مملكة البحرين بنجاح العملية.
وثمن معاليه باسمه ونيابة عن زملائه أعضاء الفريق الطبي والجراحي رعاية واهتمام خادم الحرمين الشريفين (أيده الله) لهذه الحالة والحالات السابقة وما يوليه من حرص ومتابعة ودعم لكل ما يسعد البشرية جمعاء، مشيراً إلى أن نجاح العملية يعتبر هي الحالة الثالثة من نوعها عالمياً منها حالتان أجريت بالمملكة ولله الحمد، معتبراً ما تحقق هو إنجاز جديد باسم مملكة الإنسانية.
وقال الربيعة: إن العملية تمت لأم بحرينية عمرها 27 عاماً وحامل في شهرها الـ 36 من الحمل واكتشف أنها تحمل توأم إناث ملتصقين بمنطقة الحوض والبطن، وأوضحت الفحوصات أن إحدى التوأم لديها عيوب خلقية كبيرة جداً تعيق الحياة ولا يمكن أن تعيش بهذه العيوب حيث تتمثل في عدم اكتمال المخ وعيوب بالقلب وعدم تخلق للرئتين وقرر الفريق الطبي أن إحدى التوأم لن تتمكن من الحياة وتم إجراء عملية طارئة أمس بمشاركة فريق التخدير والنساء والولادة وحضانة الأطفال والفريق الجراحي المختص بالتوائم السيامية وأجريت العملية القيصرية.
وأضاف: الجديد في هذه الحالة قبل انفصال المشيمة وهو ما كان مخطط له إدخال القساطر الوريدية وإدخال أنابيب التنفس وينقل التوأم لفصل عاجل جدا وقد توفيت الطفلة التي بها عيوب خلقية بعد العملية بساعتين كما كان متوقعا وكان لا بد من إنهاء العملية بسرعة فائقة بسبب خروج السموم من الطفلة الميتة والتي لا سمح الله قد تؤثر على الطفلة السليمة.
وأشار الربيعة أن هناك مرحلتين لهذه الحالة وهي أن بعض الأعضاء الخاصة بالتوأم غير الطبيعي مثل الاشتراك بالجهاز التناسلي والبولي تركت للتوأم الطبيعي لكي يتم الإسراع بالعملية، وسوف تجرى عملية تكميلية لضمان حصول هذه الطفلة على أعضاء بولية وتناسلية تضمن لها الحياة الطبيعية بإذن الله.
من ناحية أخرى أوضح معالي المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية للحرس الوطني الدكتور بندر القناوي أن الأم البحرينية وصلت منذ ثلاثة أسابيع وقد أجريت لها جميع الفحوصات اللازمة، مثمناً معاليه هذه اللفتة الأبوية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين واهتمامه بكل ما يخدم صحة الإنسان والمجتمع.
من جهته ذكر استشاري التخدير الدكتور محمد الجمال أن اتصال الطفلتين بالحبل السري ووصول الأكسجين من الأم خلال العملية قلل من تعرضهم للخطر وبالتالي تم الاستفادة من ذلك في الإسراع في عملية الفصل وبعد ساعتين تدهورت حالة الطفلة المشوهة.
وقال الدكتور نزار الزغيبي استشاري التخدير: إن كمية الدم المفقودة بلغت 120 ملم، واصفاً هذه العملية بأنها نادرة.
وأشار كل من استشاري جراحة الأطفال محمد النمشان وسعود الجدعان أن نسبة نجاح العملية كان مقرراً لها من 20 إلى 25 % ولكن تغلبنا على الصعوبات التي واجهت الفريق الجراحي وتم إجراء عملية الفصل بعد 20 دقيقة من وفاة الطفلة غير الطبيعية، وكان الاشتراكات بمنطقة الحوض في حين أن جهاز الكبد منفصل والأمعاء كذلك ويوجد اشتراك في بعض الأجزاء التناسلية وفضل الفريق الطبي أن يكون هناك مزيد من الفحوصات بعد 6 أشهر من الآن.
وأوضح الدكتور فائز المذهب استشاري جراحة المسالك البولية للأطفال أن الأنسجة كافية للطفلة السليمة للاستفادة منها في الجهاز التناسلي في وقت لاحق.
وبين كل من الدكتور أحمد الفريان وعبد العزيز العريفي استشاريي جراحة المخ والأعصاب للأطفال أن الفحوصات بينت وجود عيوب خلقية شديدة بالدماغ للطفلة المتوفاة منها عدم وجود رابط بين الفصين الإمامين وعدم وجود مخيخ إضافة إلى أن النخاع الشوكي مرتبط في بعض من الجهتين.
وقال الدكتور العريفي: سرعة إنجاز العملية كانت مهمة وهناك التصاق بالعمود الفقري بين الطفلتين وهو كان تحدياً لنا بعدم تسرب سائل الحبل الشوكي كما تم الاستفادة من جلد الطفلة المتوفاة في إقفال جرح العملية الذي تجاوز 15 سم.
إلى ذلك أكد الدكتور أيمن جوادي استشاري جراحة العظام للأطفال أن أكبر تحد هو سرعة إنهاء العملية دون مضاعفات للطفلة السليمة، مشيراً إلى أن الأطراف السفلية سليمة وهناك عملية أخرى لاحقة بعد أشهر من الآن لتعديل عظمة الحوض إن لزم ذلك خصوصاً أن الالتصاق في منطقة الحوض كان كبيراً.