الجزيرة - وهيب الوهيبي
اعتبر الدكتور هشام بن عبد الملك بن عبد الله آل الشيخ عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أنّ الأحداثَ التي ابتُليت بها هذه البلاد المباركة من أقوامٍ ضلّوا الطريقَ وتلوّثت عقولهم بأفكارٍ خاطئة، أعمالٌ تتضمّن مفاسدَ كبيرة وشروراً عظيمة، تحمل بين جنباتها استعداداً لقتلِ الأنفس المسلمة ظلماً وعدواناً، قال الله تعالى: { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}
واكد لـ(الجزيرة) أنّ التجهيزات الإرهابية الشيطانية التي أعلنت وزارة الداخلية عن تمكن رجال الأمن من إحباطها؛ لا تقوم على أساسٍ شرعيّ، ولا تقبلها العقولُ السليمة والفِطر السويَّة، وهي فِعلة مستهجَنة شنعاء، تتضمّن البغيَ والظلم، فليس من أخلاق المؤمن الإقدامُ على التعبئة العامة ضد ولي الأمر والخروج عليه وشق عصى الطاعة ومفارقة الجماعة، بل هذه من أخلاق أهل الجاهلية الأولى.
لافتا ان حمل السّلاح على المسلمين، ومفارقة الجماعة وشقّ عصا الطاعة، وإشاعة الهلَعَ وإثارة الفزع، وتأجيج نارَ الفوضى، وخطورة ذلك لا تخفى على أهل الإيمان، وهي كبيرة من الكبائر، وهذا الفعل مطابق لفعل الخوارج الأوائل الذين بغوا في عهد الصحابة - رضي الله عنهم - فقاتلهم الصحابة - رضي الله عنهم -، وأمروا بقتالهم، امتثالاً لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حيث قال عنهم: (يخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم، فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة). أخرجه البخاري ومسلم. في هذه الأعمالِ جمع للمال على غير وجه حق، والنصب والاحتيال على المواطنين بحجة القيام بأعمال شريفة أو التبرعات الخيرية.
إنّ شناعةَ الجريمة التي أقدم عليها خوارج هذا العصر الأنجاس الأرجاس والتي أعلنت عنها وزارة الداخلية، جليّة لا تكتنفُها شبهة، وناصعة لا شكَّ فيها مشيرا إلى ضرورة السعي للحفاظ على أمن هذا الوطن الغالي وأن نقف صفاً واحداً مع رجال الأمن الشجعان الذين يسهرون دائماً لراحتنا، وعلينا جميعاً الالتفاف حول قادتنا وأمرائنا وعلمائنا حفظهم الله من كل سوء ومكروه.