الدمام - سامي اليوسف
(ضربني وبكى.. وسبقني واشتكى)، هذا هو التشخيص الحقيقي لحالة وتصريحات رئيس نادي القادسية (المجتهد) عبد الله الهزاع عقب هزيمة فريقه من الهلال. فالرئيس القدساوي أشك في فهمه لكرة القدم، أو على الأقل للأخطاء العشرة التي تستوجب احتساب ركلة جزاء، فقد راح يتحدث في تصريحه المتلفز وبهدوء مصطنع عن أشياء هامشية متناسياً أن حكم المباراة الدولي عبد الرحمن العمري جامل فريقه إلى حد الاستفزاز للمتلقي المحايد فما بالكم للهلاليين.
وأتمنى أن يرد الرئيس القدساوي بينه ونفسه على جملة من الأسئلة بإجابات مباشرة كي يعترف بأنه (هرف بما لا يعرف) عقب الخسارة، وقبل ذلك أتمنى أن لا يكثر من الظهور الإعلامي بذات الحالة التي كان عليها بعد الهزيمة منعاً لافتضاح ثقافته الكروية المحدودة.. فالإعلام سلاح ذو حدين أحدهما (يكوي) بناره من لا يعرف يتعامل معه..
أعود للأسئلة..
* لماذا ظهر فريقك بلياقة بدنية متدنية خاصة في الشوط الثاني بالرغم من معسكر الدوحة الإعدادي؟
* هل شاهدت مدربك الخبير وهو يجبر لاعبيه قبيل انطلاقة المباراة بدقائق معدودة على رفع الأثقال داخل الملعب في حادثة تكاد الأولى من نوعها في ملاعب كرة القدم؟
* لماذا خالف فريقك تعليمات هيئة دوري المحترفين وغير طقمه في الشوط الثاني إلى اللون الأصفر؟
* أين الأطقم التي تم إشهارها للقادسية في حفل تدشين أطقم وألوان دوري زين للمحترفين؟
* لماذا لعب حارس فريقك في الشوط الثاني بفانلة بدون رقم ؟ ومن المسؤول عن هذه المخالفة الإدارية؟
* هل شاهدت فريقك يلعب منكمشاً طوال المباراة في ملعبه بأسلوب لعب فرق الدرجة الأولى أو الحواري معتمداً على السقوط التمثيلي وإضاعة الوقت وقتل المتعة الكروية؟
* هل رصدت (البلنتيات) الثلاثة التي لم تحتسب لمصلحة الهلال، اثنان منها بوضوح الشمس على مدار الشوطين؟
* هل قمت بحصر البطاقات الصفراء للاعبي فريقك على مدار الشوطين وأسبابها لتعرف أن الخشونة كانت وراءها؟
* هل شاهدت (أكواع) مهاجمك خيخينا التي تفنن في توزيعها على الشوطين نحو المرشدي؟ وكيف تعامل بأسلوب فظ مع هوساوي في الشوط الثاني؟
* هل تعلم أن الحكم لو طبق القانون بحذافيره لطرد لاعبين على الأقل من فريقك غالباً هما المحترفان الأجنبيان لمخاشنتهما وتعمد لمس الكرة في منطقة الجزاء وانزلاقتهما الخطرة.
بعد كل هذا تخرج لتذرف دموع التماسيح مدعياً أن التحكيم (جامل) الهلال وظلم فريقك!
اللاعب تفوق على الرئيس
ولكي أكون موضوعياً في الطرح فإنني سوف أورد مثالاً إيجابياً عن الموقف القدساوي عقب المباراة، واخترت لكم حارس الفريق المخضرم هاني العويض الذي وقف سداً منيعاً تجاه سيل الهجمات والكرات الهلالية الخطرة وخفف من وطأة الخسارة على فريقه لبراعته وتألقه.
لقد كان العويض حذقاً ومثالياً في تصريحه عقب المباراة وهو اللاعب الذي خرج لتوه من أرض الملعب ولم يكن جالساً تحت (التكييف) بل كان يقاتل بشرف في (عز.. الرطوبة).. تابعوا واقرؤوا ما قاله في تصريحه..
(لقد قدمنا مستوى جيداً، لكن الهلال لعب أفضل ولأنه الأحسن فاز بالنتيجة لأنه سيطر وتحكم بالكرة والدليل القاطع عدد الركنيات، وأن محمد الدعيع لم يختبر، الهلال استحوذ على المباراة بفضل خبرة لاعبيه الكبار، وفقنا إلى حد معين في تطبيق تكتيك معين، وخرجنا ونحن راضون عن أنفسنا، لكن خبرة لاعبي الهلال وجاهزيتهم للمباراة وسيطرتهم على الكرة سبب فوزهم، التحكيم تحامل على القادسية (شوية) وأتمنى من الاستديو التحليلي أن يحكم على كلامي قد أكون مخطئاً).
ذلكم كان كلام ولغة تصريح حارس القادسية المخضرم اللاعب الخلوق هاني العويض، ورغم خروجه من الملعب لتوه إلا أنه لم يظهر منفعلاً يكيل التهم ويشكك في نوايا الحكم أو يستغفل المتلقي بل قال كلاماً يعكس ثقافة كروية عالية وفهماً كروياً رفيع المستوى تفوق به - وبمراحل- على رئيس ناديه.. وأدعو لكم الحكم أيضاً في تقييم ومقارنة أقوال حارس القادسية ورئيس القادسية في ميزان المنطق والعدل الكروي وما تم مشاهدته على أرض الواقع.
وحقيقة هي مشكلة بالفعل عندما يتفوق اللاعب بثقافته وأسلوب حديثه ولغة تصريحاته على الإداري وتكون مصيبة حينما يكون هذا الإداري هو رئيس النادي!
تأهيل المراقب الإداري
في مشكلتين متتابعتين بجدة والراكة، برز دور المراقب الإداري كلاعب رئيس في القضيتين.
يقول عبد الله الناصر رئيس لجنة الحكام (عادة نطلب من طاقم التحكيم ومقيم الحكام والمراقب الإداري الحضور قبل انطلاقة المباراة بساعة ونصف الساعة للتدقيق والتأكد من أمور عديدة بينها أطقم وألوان الفريقين وحالات القزع).
ولعلي أضيف نقطة مهمة أن الحضور المبكر لا يكفي بالنسبة للمراقب الإداري بل يجب أن يتم اختيار مجموعة من العاملين في مكاتب رعاية الشباب ليقوموا بهذه المهمة بعد عدة اختبارات ثم تجرى لهم عملية تأهيل قبل بداية الموسم وفي وسطه لتثقيفهم بحجم وأهمية الدور المنوط بهم ولأنهم جزء مهم لا يتجزأ من اللعبة خاصة بعد أن تفشت أخطاؤهم في الجولة الأولى بشكل شوه معه جمالية انطلاقة دوري زين.
نقطة تفتيش: التحكيم أولاً!
إن أراد المسؤولون في القيادة الرياضية المحافظة على مكتسبات الدوري السعودي بعد ارتقائه إلى القمة وحصوله على المرتبة الـ(16) فعليهم أولاً وقبل كل شيء تطوير المستوى التحكيمي لدوري زين. فالتحكيم هو (الباك بون) أو العمود الفقري لأي مسابقة في الدنيا، إذا صلح.. صلحت المسابقة ووثق الجميع بنتائجها وأهدافها ونتاجها وإن حدث العكس فحدث ولا حرج.
والجولة الأولى سجلت فشلاً تحكيمياً ذريعاً، ففي جدة أخفق الحكم (الدولي الجديد) خالد الزهراني في قول كلمة فصل استناداً على قانون اللعبة الذي يجيز له تأخير بداية المباراة حتى إحضار الطقم المطلوب للفريق.
وفي الراكة أخفق الحكم (الدولي القديم) عبد الرحمن العمري في تطبيق نص القانون في عديد الحالات وكاد أن يتضرر الهلال ويخسر بالتعادل لولا براعة لاعبيه واستسلام لاعبي القادسية في الشوط الثاني. فالعمري لم يحتسب ركلتي جزاء واضحتين وضوح الشمس للهلال على مدار الشوطين، ولم يطرد لاعباً واحداً على الأقل من القادسية ولم يشهر البطاقة الصفراء للاعب هلالي واحد على الأقل بمعنى أنه لم يتدخل بحسم في وقف المخاشنات بل تساهل مع الانزلاقات والأكواع.. كل هذا حدث من أفضل حكم سعودي في الموسم الفائت!
إن الحل الأول والخيار الأجدى تطبيق قرار الاستعانة بالحكام الأجانب في كل مباريات الموسم ويبقى الاستثناء للمباريات غير المهمة أو المؤثرة للحكم السعودي وليس العكس.
واستغرب في هذا السياق أن يجامل المحلل التحكيمي في قنوات art (صديقه) الحكم عبدالرحمن العمري، ويغض الطرف عن تقييمه بموضوعية ومنطقية بعيداً عن المجاملات والمحسوبيات.. فكما أن البداية التحكيمية لم تكن موفقة للحكام كذلك الحال بالنسبة للمحلل فودة!
فواصل
- هل اقتنع (شبيه الريح) بأن المثالية لم تعد مجدية في مثل هذه المواقف؟
- بداية جيريتس مقنعة نوعاً ما، خاصة في تبديلاته، وكذلك نيفيز، مع الأخذ بالاعتبار درجة الرطوبة العالية ومدى تأثيرها على مردود اللاعبين.
- ياسر القحطاني (بدون ألقاب): مستواك يسجل تراجعاً مخيفاً، بدأت تفقد مهارتك وتعاملك الحساس كهداف مع الكرة داخل الصندوق.. راجع حساباتك.
- يجب على الحكام ومدافعي الدوري أن يحذروا (أكواع) خيخينا مهاجم القادسية فهذا اللاعب خطر يمشي على قدمين!
- النجم أحمد الصويلح تألقه امتداد لتألقه في معسكر النمسا أتمنى أن يأخذ فرصته باللعب أساسياً.
- ويبقى البارع عبدالعزيز الدوسري النجم الذي لا أمل من مشاهدته أبداً.. أنه عنوان للمتعة الكروية الحقة.
- وجود عيسى المحياني داخل الصندوق أجدى للهلال.
- كما كان في الموسم الفائت ويليهامسون الأميز لياقياً.
- يحتاج التحكيم السعودي إلى إدارة خبير أجنبي وأعضاء نصفهم حكام، والنصف الآخر رياضيون لم يمارسوا التحكيم ولكنهم يبرعون في مجال الإدارة والتخطيط وعلم النفس.