Al Jazirah NewsPaper Friday  21/08/2009 G Issue 13476
الجمعة 30 شعبان 1430   العدد  13476
الخبير الاقتصادي الدكتور «عبد الله المغلوث» يؤكد عبر (الجزيرة):
الثقافة الاستثمارية بالأندية مفقودة.. والاحتراف الإداري مطلب

 

لقاء - محرر الصفحة

أكد الرياضي السابق والخبير الاقتصادي الدكتور عبد الله المغلوث أن توجُّه الأندية للاستثمار الرياضي خطوة عالمية ومنهجية علمية ستقضي على الأزمات المالية ومعضلة تأخير رواتب اللاعبين المحترفين، في ظل الاعتماد على الهبات والعطايا من أعضاء الشرف، وأشار إلى أن المجتمع السعودي الرياضي تنقصه الثقافة الاستثمارية ووعي وقيم اقتصاديات المعرفة.. وشدد على أهمية أن تضطلع إدارة الخصخصة والاستثمار بالرئاسة العامة لرعاية الشباب بدورها نحو تعزيز الجوانب التنويرية والتثقيفية وتنظيم الندوات المتخصصة بما يضمن وجود نماذج محترفة في المجال الاقتصادي والاستثمار الرياضي، وطالب الخبير الاقتصادي بتطبيق الاحتراف على فئة الإداريين.. مؤكداً أن هذه الخطوة الإيجابية ستنهض بالقالب الاحترافي وتعزز نجاح العمل الرياضي، إلى نص الحوار القصير مع الدكتور المغلوث:

* الأندية الرياضية دخلت بوابة الاستثمار الرياضي من خلال عقود الشركات لحل الأزمات المالية التي تعاني منها.. هل الأندية بوضعها الحالي مهيأة للتعامل مع متطلبات ومكونات الاستثمار الرياضي في خضم غياب التخصص العلمي الدقيق؟

- الأندية الرياضية في المملكة نهجت نهجاً قوياً بإصرار من قبل رؤساء وأعضاء مجالس إداراتها حتى تكون هذه الأندية في مصاف الأندية التي وضعت منهجاً بالرقي والنقلة في النوعية والجودة من خلال استقطاب لاعبين محليين ودوليين والاستفادة من خبراتهم إلا أن الأزمة المالية التي تعصف بهذه الأندية وتحد من تقدمها هي السبب الرئيس.. لذا تعتمد الأندية على الهبات من أعضاء مجلس الشرف والإدارة ومحبي النادي إلا أنه لا بد من التوجه باستثمار الأندية كاستثمار رياضي يدر أموالاً لا تقف فقط على منحة الحكومة.. وهذا يتطلب وضع خطط وإستراتيجيات قوية تجعل القنوات الاستثمارية في المؤسسات الرياضية محل نجاح.

في اعتقادي لا بد أن هناك اتجاهاً كبيراً من رعاية الشباب المشرفة على الأندية لإنشاء معاهد أكاديمية تقوم بتدريب الإداريين والموظفين القائمين على تلك الأندية نظراً لضعف الثقافة الرياضية وعدم معرفتهم بالنوعية الاقتصادية والعلمية بما يجني من أرباح ودفع أسس ومعارف ومفاهيم الثقافة الاستثمارية الرياضية في هؤلاء الموظفين الإداريين حتى نقوم بفك الاختناقات في الأزمة المالية ونجعل هناك مردوداً من خلال التفكير الصحيح والإستراتيجيات والخطط التي يقوم بها الموظفون الإداريون في تنفيذها.

أخيراً أن عقد رعاية دوري زين السعودي يعتبر ركيزة أساسية في تطوير الرياضة واستثماراً ناجحاً يعود إلى مؤسسات الأندية السعودية وكذلك الشركات المستثمرة في المجال الرياضي.

* هناك من طالب بتطبيق مشروع الخصخصة للقضاء على الأزمات المالية بالأندية.. علاوة على تأخير رواتب اللاعبين التي قد تصل أربعة أشهر أو تزيد.. سؤال هنا هل حان وقت خصخصة الأندية وتحويلها إلى قطاع خاص لمعالجة هذه المعضلة؟

- الدخول في خصصة الأندية للقضاء على الأزمة المالية هو خطوة رائدة ونقلة نوعية للرياضة السعودية وأعتقد أن الرياضة السعودية قد تأخرت في إقرار هذا المشروع العملاق الذي يُعتبر تنفيذه كما هو معمول في الدول المتحضرة، لكن لا بد من مراعاة الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في مجتمعنا وعدم تطبيقه بما هو يعمل بأمريكا وأوروبا.. فكما هو معروف في المجتمع السعودي والعربي لنا خصوصية تختلف تماماً عن تلك المجتمعات وعندما نواكب عولمة الرياضة لا بد أن نأخذ بعين الاعتبار جاهزيتنا واستعدادنا والتسهيلات الممنوحة لتلك الأندية من الجهة المشرفة وهي الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وأتصور أن الخصخصة ستقضي على الإشكالات المالية ومشكلة تأخير رواتب اللاعبين المحترفين والاستغناء عن هبات أعضاء الشرف.

* للاقتصاد دور خصيب وتأثيره كبير على العمل الرياضي.. برأيك هل من الضرورة تطبيق الاحتراف الإداري حتى تكتمل منهجية العمل في المنظومة الرياضية في ظل اقتصار النظام على فئة اللاعبين؟

- لعل من عوامل النجاح وأكثر تأثيراً في العمل الرياضي هو تطبيق الاحتراف الإداري مع اللاعبين لأن شمولية الاحتراف ستعزز من نجاح العمل الرياضي الاحترافي وتنهض بالفكر الإداري.. وأعتقد أننا قادرون على تخطي مصطلح الهواة أو العمل التطوعي لنهرول في مضمار مفهوم جديد اسمه المنظومة الرياضية الاحترافية الشاملة لنصل إلى أعلى المستويات المنشودة.. وهنا لا بد من وجود إداريين متفرغين ليحركوا هذه المنظمة ووضعها في بر الأمان وليس فقط الاستفادة من احتراف اللاعبين بل من الإداريين لأنهم هم المحرك الرئيس في صعود سهم التفوق إلى القمة في بورصة الاحتراف الرياضي، وعندما نستثمر في هذه الأندية لا بد من تدريب أولئك الإداريين بما يتفق مع الأنظمة التجارية والدراسات العلمية وكذلك دوران رأس المال.

* كيف ننمي الثقافة الاستثمارية والوعي الاقتصادي التنظيمي في العمل الرياضي في ظل تواضع ثقافة معظم العاملين في الأندية فضلاً عن غياب التخصص العلمي؟

- يغيب عن مجتمعنا والمجتمع الرياضي تحديداً اقتصاديات المعرفة ووعي وقيم الاستثمار الرياضي.. وهنا لا بد من كشف الخبرات والدراسات والأبحاث العلمية التي تعزز من معطيات مفهوم الاقتصاد الرياضي من خلال تجارب الآخرين وعلى المستوى الإقليمي والعالمي، وأتصور أن مسؤولية إدارة الاستثمار بالرئاسة العامة لرعاية الشباب عظيمة نحو تكريس الدور التثقيفي والتنويري وإقامة الندوات المتخصصة وتنظيم ورش العمل بما يضمن زيادة نمو معدلات الثقافة الاستثمارية في عقول العاملين في الأندية خصوصاً الأندية الكبيرة التي تحتاج إلى عاملين محترفين في المجال الاقتصادي والاستثماري يستطيعون التعامل مع مكونات ومتطلبات العولمة الاستثمارية.

* ماذا تقول في نهاية هذا اللقاء القصير؟

- في ظل حقبة العولمة الرياضية أتمنى أن نوسع دائرة الابتعاث لدراسة العلوم الرياضية الأكاديمية في الخارج للاستفادة منها في العمل الرياضي بدلاً من الاعتماد على الخبرة السلبية أو الاجتهادات فمن خلال بوابة العلم الرياضي بالتأكيد سنشاهد التخصصات العلمية الرياضية مثل الاقتصاد الرياضي والاستثمار الرياضي والقانون الرياضي والإحصاء الرياضي والإدارة الرياضية والاحتراف الرياضي وعلم النفس الرياضي تأخذ بيد منظومتنا الرياضية إلى آفاق أرحب نحو تكريس مفهوم العلمية الرياضية، لأن الرياضة قبل أن تكون ميدان فوز وخسارة فقط هي علم ومنهج يُدرَّس في الجامعات العالمية ومرصودة في بطون الكتب.. وأنا في الواقع أثق أن القيادة الرياضية حريصة على تكريس المنهجية العلمية في العمل الاحترافي الرياضي خصوصاً بعد تصنيف الدوري السعودي مؤخراً وحصوله على لقب أفضل (16) دورياً على الصعيد العالمي.. وهنا تكمن الأهمية العلمية.. في منظومتنا الرياضية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد