في خبر رياضي إنساني.. نشرته إحدى الصحف في الأسبوع المنصرم حول قيام لاعبين شقيقين - سابقاً - بالتقديم إلى الضمان الاجتماعي بمحافظة جدة للاستفادة من المساعدة المالية الشهرية.. تعينهم على مواجهة أعباء الحياة وتيار المعاناة وقسوة العيش لأنهما وجدا نفسيهما في عداد البطالة والعطالة لعدم حصولهما على وظيفة تسد رمقهما ورمق أسرتهما وتنتشلهما من مرارة العيش.. وهذان اللاعبان - كما تضمن الخبر المنشور - سبق أن لعبا في صفوف أحد الأندية الكبيرة والشهيرة ومثَّلا المنتخب في فترة ماضية.. وبين عشية وضحاها تكالبت عليهما الظروف المعيشية والمادية ووجدوا نفسيهما في أحضان المعاناة وعلى رصيف الفقر والعوز بعد أن تنكر لهما المجتمع الرياضي.. وبالتالي ظلا يعيشان على بند المساعدة والشفقة على أوضاعهما المتردية وأحوالهما المأساوية.. حالة الشقيقين المعوزين هي امتداد لحالات رياضية اجتماعية أخرى تكالبت عليها الظروف وسبق أن نشرت - الجزيرة - بعض الحالات الإنسانية الرياضية التي يُرثى لها.. منهم من أقعده المرض.. ومنهم من وجد نفسه مرمياً على رصيف الحاجة والفاقة.. ومنهم من فضّل أن يقبع تحت سقف (الستر) رغم مرارة العيش وقسوة الحياة المادية.. وهؤلاء الذين كانوا في يوم من الأيام يرسمون الفرحة والبهجة على نفوس ووجدان الجماهير الرياضية بانتصاراتهم الوطنية وإنجازاتهم الذهبية.. لم يدركوا أن الزمن سيغدر بهم وتتحول أفراحهم في ميدان الانتصارات إلى أتراح في مضمار الأسى والفقر المدقع.. فمثل هذه النماذج من اللاعبين السابقين من المفترض أن تتولى رعايتهم وشؤونهم المؤسسة الرياضية كما يحدث في اليابان وقطر والإمارات.. فمثلاً اليابانيون أنشأوا مؤسسة خيرية رياضية ترعى أحوال اللاعبين المعتزلين في النواحي الاجتماعية والنفسية والمادية والصحية وحتى المهنية لأن هذا الشعب الناهض يؤمن بمبدأ الديمومة والاستمرار.. فاللاعب الياباني بعد نهاية مشواره الكروي وهجرانه الملاعب (عنوة) لا يتجمد في ثلاجة الجحود والنكران أو يبقى نسياً منسياً.. بل يتم تأهيله مهنياً وتقنياً ويعود مهرولاً ليخدم مجتمعه في مناشط أخرى.. سواء في الأعمال التطوعية أو الرسمية.. هكذا يجد الياباني أبواب العمل والعطاء مفتوحة أمامه ليسهم في تنمية وطنه الشامل.. أما واقع الحال في مجتمعنا الرياضي.. تحديداً فهو كما يقول الإعلامي المخضرم المعروف الدكتور (بدر كريّم) إنه مجتمع نكَّار يتنكَّر لأبنائه ولرموزه ورجاله.. وهذا ما تجلى في معظم الأندية الكبيرة تحديداً.. رغم الاستثمارات المالية الكبيرة التي تشهدها في وقتنا الراهن وتنوع قنواتها ومصادرها.. وهنا يتعيَّن على المؤسسة الرياضية أن تعيد صيانة وصياغة واقعنا المرير تجاه فئة (مكلومة) خدمت المجتمع وساهمت في البناء الرياضي في حقبة ماضية.. وذلك بإيجاد لجنة لرعاية أحوال اللاعبين المعتزلين، وتحديداً ممن تكالبت عليهم ظروف وصروف الدهر وأضحوا يعانون من ويلات الحياة وقسوة العيش ويمكن تعزيز مواردها المالية وتنميتها مثلاً باقتطاع نسبة (5%) من مدخول الأندية مقابل استثماراتها المالية الكبيرة.. ومثل هذه اللجان الخيرية الرياضية أضحى من الأهمية بمكان إنشاؤها وتدعيمها بالمتخصصين في الدراسات الاجتماعية ومنهم على سبيل المثال الدكتور (عبد الإله بن سعيد) صاحب الفكر العلمي والتجربة الإدارية بحكم عضويته السابقة في اتحاد كرة القدم فضلاً عن كون هذا الكادر المهني ينحدر من عائلة رياضية مشهود لها بالعلم والتخصص والثقافة الرصينة.. والأكيد أن الاستفادة من الدكتور (ابن سعيد) ومن هم على شاكلته من المتخصصين في الجوانب الاجتماعية والثقافية سيعطي هذا المشروع الخيري إذا رأى النور صيغة جديدة لأهداف هذه المنظمة ومنهجيتها وتصميم برامج حديثة للتنمية الرياضية الاجتماعية، وبالتالي نستطيع تكريس المفهوم الحقيقي للرياضة كرسالة إنسانية واجتماعية.. قبل أن تكون ميدان فوز وخسارة..!!
* * * * * *
* في قضية تسجيل لاعب الاتحاد السابق أحمد الدوخي.. مع النصر وما صاحبها من جدل.. النصراويون يقولون إن اللاعب القادم من النادي البلجيكي الذي قيَّده (هاوياً) في صفوفه وليس محترفاً قد شارك مع فريقه الجديد.. المعروف أن الأندية البلجيكية هي أندية محترفة ولا يوجد في أنظمتها الرياضية بند اسمه (لاعب هاوٍ)!! إلا إذا كان اللاعب شارك في الحواري البلجيكية فهذا جائز وممكن!!!
* البيان الذي أصدرته إدارة الاتحاد مؤخراً يؤكد أن منهجية ومهنية وعلمية الطبيب (خالد المرزوقي) ستقود النادي المخضرم إلى بناء ثقافة تنظيمية فاعلة شعارها الولاء للعميد وليس للأشخاص..!!
* تأسيس اتحاد للرياضة الجامعية مطلب ملح يفرضه واقع الحال خصوصاً بعد مشاركة منتخب الجامعات السعودية مؤخراً في دورة الألعاب الجامعية الصيفية الـ25 في المجر وتحقيق نتائج متواضعة ومخجلة..!
* الشاعر الرياضي (عبد الرحمن بن مساعد) لديه منهجية في التفكير مبنية على الدافع والرغبة المكونة للثقافة الإدارية المتأصلة في شخصيته القيادية وتجلى ذلك في نجاحه بتجديد عقود معظم نجوم هلاله.. بلا ضجيج أو بهرجة إعلامية أو وجع رأس..!! هكذا يكون فن القيادة ومتطلباتها الفكرية والثقافية.
* يقول الفيلسوف اليوناني (أرسطو).. الإنسان كائن مخطط.. عبارة علمية.. تحتاج إلى ندوات ومحاضرات لاستيعاب أهمية التخطيط الإستراتيجي.. في مجتمعنا الرياضي تحديداً.
* معقولة.. ثمانية أشهر ولاعبو الرياض لم يستلموا رواتبهم إلا مؤخراً خوش احتراف..!!
المحرر
k-aldous@hotmail.com