صفعة أمنية جديدة وجهتها قوات الأمن الوطني اليقظة في عملية أمنية استباقية وإجهاضية ضد شبكة قيادية إرهابية (أو خلية قيادية) من زعامات جماعات الضلال والإرهاب تتكون من 44 عنصراً إرهابياً من الفئة الضالة، التي تعتنق فكر الضلال أو دعو إليه أو تموله، كانت على وشك التحرك لتنفيذ عمليات إرهابية إجرامية على أرض الوطن.
الإنجاز الأمني هذا يضاف إلى ما سبقه من منجزات أمنية مشرفة تحققت بفضل من الله ثم بتوجيهات من قيادة المملكة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، وبإدارة أمنية وتخطيط أمني محكم لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية يحفظه الله، وبكفاءة وفاعلية عاليتين لأجهزة الأمن السعودي المختلفة بداية من الأجهزة التحرية والاستقصائية، ونهاية بالأجهزة التنفيذية الميدانية.
الحقيقة الأولى التي اتضحت معلامها من الإنجاز الأمني الأخير تؤكد أن ذلك الإنجاز استغرق التخطيط والإعداد له وتنفيذه قرابة العام ونيف مما يعكس قدرة الأجهزة الأمنية السعودية على كشف المخططات الإرهابية وهي في طور إعداداتها ومراحلها الأولى، وأيضاً قدرتها على المتابعة والتقصي الدقيقين والتحرك الميداني بعد اكتمال الأدلة والبراهين.
الحقيقة الثانية تؤكد أن الخلية الإرهابية تشكلت بعناصر تنتمي إلى تنظيم القاعدة البعض منهم (وعددهم 30) يحمل شهادات عليا في مختلف المجالات العلمية تصل كما يقال إلى درجتي الماجستير والدكتوراه، مما يعني ارتفاع نسبة التعليم والثقافة وبالتالي الوعي والإدراك والتمييز لدى قيادة هذه الخلية، مما يجعلها من الخلايا الأكثر خطورة على الأمن الوطني.
الحقيقة الثالثة تؤكد بدورها أن قيادات وعناصر الخلية برعوا في التخفي والتستر سواء بالأعمال الخيرية أو من خلال العمل في الظل، ومن خلال مكانتهم وأعمالهم ومواقعهم المؤثرة في المجتمع السعودي، هذه الحقيقة تدل أيضاً على مدى تغلغل الفكر الضال في عقول البعض ممن خدعوا بمؤثرات الفكر الضال، وأيضاً في ذات الوقت تدل على قدرة أجهزة ورجال الأمن على اختراق مواقع تلك العقول مهما برعت في التخفي والتستر.
الحقيقة الرابعة تشير إلى أن عناصر الخلية الإرهابية على اتصال وثيق بقيادات تنظيم القاعدة في الخارج، بل ومع بعض ممن قتل من رموزهم في المواجهات الأمنية في الداخل. مما يعني عمالتها وتبعيتها للخارج وخيانتها بحكم الملطق للوطن وقيادته ومواطنيه. هؤلاء الإرهابيون جميعاً يعتنقون ذات الفكر الضال لتنظيم القاعدة والفكر التكفيري تخصصوا في نشر غثاء الفكر الضال والدعوة إليه بتجنيد الشباب بعد التغرير بهم من خلال كافة الوسائل الإغرائية والإغوائية.
الحقيقة الخامسة تؤكد أن عناصر الخلية الإرهابية القيادي منهم وغير القيادي تلقوا تدريبات متقدمة في الأسلحة الخفيفة والثقيلة وفي إعداد مكونات المتفجرات ولديهم قدرات مادية وعلمية وفكرية هدفهم تجنيد الشباب وفقاً لخلايا إرهابية تنظيمية لتنفيذ عمليات إرهابية إجرامية. الملفت للنظر قدرة عناصر خلية الإرهاب الأربع والأربعين على تطوير 376 دائرة إلكترونية للتفجير عن بعد قاموا بدفنها بالقرب من منطقتي الرياض والقصيم لاستخدامها في عمليات التفجير عن بعد ومن مسافات بعيدة جداً بواسطة الهواتف النقالة.
الحقائق هذه تعيدنا مرة أخرى ومرات أيضاً إلى إطلاق العديد من التساؤلات حول خلفية هؤلاء الإرهابيين ومرجعيتهم وارتباطاتهم، تحديداً السؤال من يقف وراءهم جميعاً بداية من قيادة تنظيم القاعدة في أفغانستان وإلى قيادة تنظيم القاعدة في المغرب العربي أو في اليمن؟.. لماذا يتحركون بالعنف والإرهاب ضد أوطانهم وأبناء جنسهم وجنسيتهم؟.. ما هي حقائق أهدافهم، أو لنقل حقائق أهداف من جندهم وأوجدهم جميعاً من أفغانستان إلى المغرب واليمن؟.
إذا صدقت المقولة العلمية والتاريخية التي تؤكد أن الإرهاب لا دين له ولا مذهب ولا وطن، فإن هؤلاء الإرهابيين بذات المنطق لا دين لهم ولا مذهب ولا وطن، وهي حقيقة سادسة تضعهم في حكم من لعنهم التاريخ ولعنتهم المجتمعات، بمنطق آخر هم في حكم النكرة المنكرة التي نبذتهم عقائدهم ومجتمعاتهم وتبرأت منهم ليس وحسب لأنهم مثلوا خطورة على الأمن والاستقرار، وإنما لأنهم كانوا من أتباع الشيطان خدموه طوعاً و اختيارا مع سبق إصرار وترصد وتعمد.
www.almantiq.org