باريس - (أ ف ب) :
أكد أخصائيون لوكالة فرانس برس أن الحوامل، اللواتي يصبحن أكثر استعدادا للإصابة بالأمراض إجمالا، هم معرضات أكثر للإصابة بمضاعفات مرض إنفلونزا H1N1 المعروف باسم (إنفلونزا الخنازير)؛ لأن هذا الفيروس يصيب فئة الشباب أكثر من فيروس الإنفلونزا العادي. وهذا الاستنتاج مبني على بيانات وفيات الحوامل التي تم رصدها في القارة الأمريكية وحديثا في إسبانيا.
وفي فرنسا، سجلت حالة وفاة واحدة لدى حامل في جزر بولينيزيا الفرنسية، فيما تم رصد حالتين متقدمتين في العاصمة. لذلك، يتعين على الحوامل والأطباء أن يبقوا متنبهين خلال فترة الحمل من ظهور أي أعراض للإنفلونزا. وشدد البروفسور رينيه فريدمان على ضرورة (توعية الحوامل بما يمكن أن يتعرضن له). ويمثل الربو والسكري ومشاكل القلب والسمنة المفرطة لدى الحامل عوامل إضافية للإصابة بمضاعفات المرض، على ما يؤكد أخصائيون. وفي حال الاشتباه بالمرض يجب أن تخضع الحامل فورا لعلاج بالتاميفلو المضاد الفيروسي تحت إشراف طبي في مهلة لا تتجاوز 48 ساعة منذ ظهور أول الأعراض دون انتظار صدور نتائج التحاليل المخبرية، على ما تنصح منظمة الصحة العالمية.
كذلك تنصح المنظمة السلطات الصحية بوضع الحوامل ضمن الفئات صاحبة الأولوية بتلقي اللقاح المضاد للفيروس المسبب للمرض متى توافرت هذه اللقاحات. وهو ما طبقته بالفعل دول عدة على غرار الولايات المتحدة وبريطانيا وسويسرا.
وأكد البروفيسور برونو لينا الخبير في أمراض الإنفلونزا أن (الحوامل في فرنسا أيضا ستكون لهن الأولوية في تلقي اللقاح). وأوضح البروفسور دانيال فلوري رئيس اللجنة التقنية للقاحات أن (اللقاح سيصنع من فيروس مقتول) ولن يكون مؤذيا.
ويتراجع نشاط الجهاز المناعي للأم خلال الحمل لكي تتمكن من التأقلم مع نمو جنينها. ومن هنا ضعف الحوامل واستعدادهن للإصابة بالأمراض وخصوصا الإنفلونزا، سواء الوبائية أو الموسمية.
وتبدو الحوامل أيضا أكثر عرضة خصوصا لالتقاط مرض إنفلونزا H1N1 في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل؛ ما يؤدي إلى ازدياد خطر إصابتهن بمضاعفات رئوية خاصة وبحالات إجهاض مفاجئة وفقدان الجنين. وتظهر دراسة نشرتها مجلة (لانسيت) البريطانية أن الحوامل معرضات للإصابة بمضاعفات المرض بمعدل يزيد أربع مرات عن الأشخاص الآخرين. وأوضحت المعدة الرئيسية للدراسة الدكتورة دينيز جيمسون من المعهد الأمريكي لمراقبة الأمراض والوقاية منها أنه (خلال الحمل نشهد تغيرات هرمونية وعلى مستوى التمثيل الغذائي، وخصوصا في عمل أجهزة المناعة والتنفس والقلب والأوعية الدموية). وأوضحت أن (قدرة الرئتين تتضاءل) بسبب تمدد الرحم الذي يضغط على الحجاب الحاجز الفاصل بين التجويف الصدري والبطن.
ويدعو الأطباء إلى إخضاع الحوامل اللواتي يكن على احتكاك بشخص مصاب أو مشتبه في إصابته بإنفلونزا H1N1 لعلاج منتظم بالتاميفلو أو الريلينزا. وبرغم محدودية المعلومات المتوافرة لآثار هذه الأدوية على الأم والجنين، إلا أن (البيانات التي نقدمها مطمئنة مبدئيا) على ما أكدت الدكتورة كارمن كريفت - جايس من الهيئة الفرنسية للدواء. وأضافت (مع وصف الدواء بشكل أوسع على الأطباء أن يتنبهوا إلى التبليغ بأي آثار جانبية غير مرغوب بها). ويبقى الحرص على النظافة كغسل اليدين أمرا مهما في مرحلة تفشي الوباء بالنسبة للحوامل، كما هي الحال بالنسبة لجميع الناس. ويفضل أن تتجنب الحوامل الأماكن المكتظة والحشود لتقليص فرص التقاط العدوى.