لا يحل شهر رمضان إلا وتغمر مشاعري نفحاته الكريمة.. ومنها فضيلة التسامح.. وهي لغة صعبة لا يملك أدواتها ومقوّماتها إلاّ كلّ ذي حظ عظيم.. فالتسامح هو الفضيلة في أسمى معانيها.. وهو السمو الأخلاقي في أبهى صورة.. وهو مداد الروح والعقل والبدن.. وهو ركيزة الحياة السوية..
** ونحن نعيش أجمل أيام العمر القصير في دنيا زائلة.. خلال هذا الشهر الكريم.. فأرواحنا تسمو و تتسامى فيه إلى درجات عليا.. بعيدة ومرتقية فوق الخصومات والمناكفات و المماحكات..
** التسامح نهج إسلامي.. أمرنا الله تعالى بالأخذ به فقد قال تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ }.. ثم انظروا إلى قمة التسامح في الدين الإسلامي الحنيف والمتمثل في قوله عز وجل من قائل: { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.. فهل هناك أكثر قامة و قيمة من التسامح البيِّن.. فكلتا الآيتين الكريمتين تحضان على التسامح.. وهذا نهج إلهي لا يتأتى إلاّ لمن سمت أرواحهم إلى سلوك هذا النهج الإيماني الرائع.
** حبيبنا سيِّد البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان أنموذجاً نقياً في تسامحه وترفُّعه عن الصغائر والمهاترات والغلو واللغو.. أتاه رجل من قريش وقد أسلم حديثاً في يثرب وقال: (يا رسول الله إنّ لي تجارة وأموالاً بمكة ولو علم المشركون بإسلامي سوف يقتلونني ويستولون على تجارتي) ثم استأذن الرسول بأن يشعرهم أنّه ما زال على دينهم وأنّه سينال من النبي محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، فقال له رسول الله (لك هذا) أو كما قال عليه الصلاة والسلام، والقصص هنا كثيرة وأثيرة عن تسامح سيد البشرية حتى مع أشد الناس عداوة له بدءاً من أهل مكة.. ومرورا بسفهاء الطائف.. ووصولاً إلى اليهود الذين كانوا بخيبر وبالمدينة آنذاك.
** فما بالنا نحن الفقراء إلى الله ثم إلى أخلاق رسوله الله- صلى الله عليه وسلم- نوقد نيران الخصومات.. ونتشدِّد في الهفوات.. ونغذي النعرات.. ونتربَّص للسقطات.. متناسين التسامح والعفو.. فقد بات واضحاً نهجا إلهيا.. ارتضاه الله للصفوة من عباده.. وغرسه في الفطرة الإنسانية السوية.. واستوجبته النشأة الطبية.. وفرضته المجتمعات المدنية السوية.. وحتمته ثقافة الشعوب المثقفة على اختلاف أعراقها ومشاربها.
** فالتسامح ليس معناه التساهل مع الآخرين أو التفريط في حق الله ورسوله أو انتهاك المحارم.. وإنّما هو درجة أعلى وأسمى من التساهل في الحقوق الشخصية والمعاملات اليومية والمماحكة الدنيوية.. فهو عفو عمن ظلم.. ومغفرة لمن أساء.. ووصلٌ وتواصل لمن قطع.. ودعاء لمن ضلّ.. وتربية لمن أساء الأدب.. وحض على الرحمة.. بأن يرحم الكبير الصغير ويوقر الصغير الكبير فهذه أيضا فضيلة من فضائل التسامح..
** إذن ما أحوجنا في هذا الشهر الكريم الذي خص الله المسلمين به.. أقول ما أحوجنا إلى تعميق لغة التسامح في شهرنا الكريم.. دعونا ننبذ الخلاف والاختلاف.. ونستنشق رحيق التسامح بكلِّ عطوره الأخّاذة.. ونستقي عبير معانيه السامية.. دعونا نرقى بتسامحنا إلى درجة الإنسان في أعلى مراتبه.. وما أحوجنا في أوساطنا الرياضية السعودية بالارتقاء إلى درجة التسامح والتسامي.. وليكن الشهر الكريم هدنة مع النفس.. ومراجعتها أولاً ثم هدنة وسلاماً ومحبة مع الآخرين أيّاً كان أولئك الآخرون.
للمدخنين.. لا تقلعوا عن التدخين !!
نعم لا تقلعوا عن التدخين في أول أيام شهر رمضان. .بل انتظروا حتى تحل العشر الأواخر.. حينها أقلعوا عن التدخين نهائيا بيسر وسهولة بإذن الله.. هذه وصية مدخن عريق أو بالأصح غريق في دخان السجائر.. انقل تجربته للمدخنين الراغبين في الإقلاع عن التدخين.. لعلها تفيد.. ولعلنا نكسب الأجر إن شاء الله.
يقول هذا المدخن سابقا.. إنه مع كل رمضان يعزم على ترك التدخين الذي ابتلاه الله به.. وخاصة وقد بلغ من العمر عتيا.. فعندما يبدأ الامتناع عن التدخين مع أول يوم في رمضان.. فإنه يحمل نفسه عبئا لا قدرة عليه وذلك بالفطام عن إدمان التدخين والصيام عن الأكل والشرب.. فيصيبه من العصبية والنرفزة وضيقة الخلق الشيء الكثير.. فيجعل (حرته) في أبنائه وأهله والآخرين.. وهم يتحملونه لأجل الإقلاع عن لتدخين.
رغم تلك الصعوبات أصبح يلتهم الكثير من الوجبات على اختلاف أنواعها.. فهناك المحمر.. والمشمر.. والمتبل.. والحلوى الرمضانية على أشكالها وألوانها.. فيصيبه ( الحابط النابط ) من هذه التجربة ويرى أن التدخين أسهل ضررا من المشاكل التي يسببها لنفسه وللآخرين.. وخاصة مع الازدحام المروري.. فهو يصل إلى عمله ويداه ترتعشان وحلقه قد جف من العصبية والمماحكمات مع سائقي السيارات الأخرى.. مما يجعله يعود للتدخين مع ثالث أو رابع ليالي رمضان..
ونصيحته هي ان يبدأ المدخن في التخفيف منه من الأيام الأولى.. شيئا فشيئا.. ومتى بلغ منتصف رمضان.. عليه ان يضغط على نفسه قليلا فيقلل السجائر إلى الحد الأدنى الذي يستطيعه.. أما إذا حلت العشر الأواخر فإنه يجد نفسه وقد أصبح الفطام عن التدخين أكثر سهولة من أي وقت مضى.. فمن اليوم الواحد والعشرين يبدأ فعليا في الفطام الحقيقي والنهائي عن التدخين.. ففي مقدم الليل هناك صلاة المغرب في المسجد.. ثم العودة للمنزل.. فيشرب قليلا من الشربة أو يتناول فاكهة.. ومنها يذهب إلى المسجد لصلاة العشاء والتراويح.. ومن المسجد إلى السوق ليتسوق ما يحتاجه المنزل والأسرة.. فالعودة للمسجد لصلاة القيام.. ويعود منها ليغشاه النوم إلى موعد السحور.. وهكذا يصلي الفجر ثم يصوم.. وأكد لي أنه جرب هذه الطريقة واستطاع الامتناع الكلي عن التدخين بهذه الطريقة خلال العشر الأواخر.. مؤكدا أن كل يوم في الأيام المباركة في العشر الأواخر يمر دون أن يدخن.. يعطيه دفعة كبيرة لعدم العودة البتة إليه.. حتى إنه إذا اشتم رائحة الدخان في آخر رمضان.. فإنه يصاب بنوع من التقزز والاشمئزاز من رائحة الدخان والمدخنين.. فجربوها تربت أيديكم.
اللهم إني صائم
* تسجيل الدوخي للنصر حياء واستحياء واجب أخلاقي أمام التسهيلات التي يحصل عليها نادي الاتحاد.. حيث إن تسجيل الدوخي للنصر - لو حدث - يعتبر نقطة في بحر الرعاية الخاصة لنادي الاتحاد.. واللهم أني صائم!!
* عندما يأتي التاريخ محملا بالخطايا والآثام.. قادما من أسفل (كوبري) الستين بجدة.. فنترفع عنه لأنه يحمل كل رذائل العالم غير الأخلاقية التي قد يتصورها العقل البشري.. لا أقول أكثر.. اللهم إني صائم..!!
* كانت أمنية عزيزة على نفسي حضور بطولة العالم الثانية عشرة لألعاب القوى التي أقيمت مؤخرا العاصمة الألمانية برلين.. لكن العين بصيرة واليد قصيرة كما يقال.. اللهم إني صائم!!
* بداية الدوري لم تكن سيئة كما يريدها بعضهم.. فكل تلك الأخطاء التي حدثت لم تكن متعمدة.. ولم تحمل تحاملا بينا وواضحا على إحدى الفرق دون الأخرى.. خاصة فيما يتعلق بمشكلة الزي الرياضي للفرق.. أما هفوات التحكيم رغم محدوديتها في مباراة واحدة فقط.. فاللهم إني صائم!!
* صديق اتحادي قال لي: إن السيد دكتور خالد المرزوقي كلما (أنزنق) ميل العقال لليمين على غير عادته.. ومضى يقول: الظاهر سينتهي الموسم وقد أصبح السيد الدكتور خالد بدون عقال.. قلت: اللهم إني صائم!!