هناك فئة من الناس لا تحب النقد ولا ترغب فيه وتنفر من صاحبه وتحاربه بكل ما أوتيت من قوة، ظناً منها أن نقده يسيء لها وما علمت أن نقده طريق لتصحيح مسارها، وأنه أمر فيه خير لها، وبعض الأدباء من كبره وغروره يرى أن من ينتقدهم لا يفهم شيئاً حتى ولو كان صادقاً ونقده هادف بناء، إذ إن القصد والمراد أنهم لا يحبون شيئاً اسمه نقد لأمور كثيرة لعل من أبرزها عدم ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم وهذه مصيبة عليهم، فمن لا يثق بنفسه سيتعب كثيراً وسيجد مواقف الحرج في حياته لا حصر لها، إضافة إلى التعب النفسي من جراء التذبذب وعدم الثبات ومن ابتلي بداء فقدان الثقة بالنفس فهو معرض للخسارة في كل شيء وما أجمل وأروع الثقة بالنفس؟ فهي راحة وطمأنينة وأنس يجده المرء في حياته، كما أن العجب وتصور بلوغ القمة سبب من أسباب رفضهم للنقد لأنهم يتصورون أنفسهم فوق النقد وأنه لا يحق للآخرين نقدهم مهما كان المبرر ومن كان هذا منهجه سيسقط لا محالة وسيصل إلى مكانة لم يكن يتوقعها وسيخسر محبيه ومستواه لن يتغير إلا للأسوأ وهذا وأمثاله هم أشد الناس حاجة للعطف والرحمة والنصح المستمر حتى لا يهلكهم كبرياؤهم وعجبهم وليس هناك إنسان معصوم من الخطأ ومنزه عنه ولا يحتاج للنقد، فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون والمرء مرآة لأخيه يبصره ويدله على كل ما فيه الخير له، والنقد سبيل أمثل للتعديل والوصول للمكانة العالية، ومن يرحب بالنقد ويستقبله بصدر رحب طامعاً في تطوير نفسه فهو والله قد أوتي خيرا كثيراً حينما أخذ به وانتفع وعرف مكامن الخطأ عنده فعمل على تصويبها، وشخص لديه نظرة للحياة ثاقبة وثقته بنفسه لا حدود لها، فتقبلوا أيها الأدباء النقد الهادف البناء بصدر رحب وخذوا به واشكروا صاحبه وفي كل ذلك خير لكم ونفع في الدارين، وللجميع ودي ومحبتي واحترامي.
صالح بن عبدالله الزرير التميمي
الرس ص ب 1200
abuabdulh58@hotmail.com