أعود إلى استكمال حديثي الأسبوع الفائت عن معرض (عين القطر) الذي أقيم برعاية أمانة جدة لمقرر دراسي لطالبات الماجستير بجامعة أم القرى والذي كما أسلفت جاء كمرحلة نوعية جديدة للعرض بما يؤكد خروج المعرض عن المألوف في العرض ثم إن تبني أمانة جدة لمثل هذا النوع من المعارض التشكيليه جاء أيضاً ليؤكد الدور الريادي لأمانة جدة في حكايات الجمال وحرص الأمانة على إشاعة الجمال في هذا الثغر البحري الباسم ما ندعوا إليه أيضا أن تبادر هذه الأمانة الناشطة إلى بلورة جهود تلك النخبة من الفنانات السعوديات والاستفادة من ما تم طرحه في هذا المعرض من أعمال فنية راقية اتسم معضمها بالبناء (الهرمي) الجميل الذي يعتبر ومن وجهة نظر شخصيه العنصر الأساس والأهم في تصميم المجسمات والتراكيب الجمالية خصوصاً ما يزرع منها في الميادين والحدائق والتقاطعات ثم إن خامة النحاس الوسيط الرئيس لأعمال الفنانات هي خامة جميلة ومطاوعة في فن المجسمات النحتية التي يكمل جمالها بعد تأكسدها مع الهواء والرطوبة والعوامل الجوية المختلفة عبر الزمن بما يحيل المجسم إلى اللون الأخضر الزيتي الغامق (المعتق) طبيعياً والذي يضفي عادة على العمل دلالات وأبعاد فنية وتقنية تزداد جمالاً مع مرور الزمن.. تحية لأمانة جدة لاهتمامها ودعمها وتشجيعها لمثل هذا النوع من الإبداع الإنساني والتحية أيضاً للفنانة التشكيلية خلود البقمي منظمة هذا المعرض ولزميلاتها طالبات الدراسات العليا بجامعة أم القرى اللآتي قدمن من خلال هذا المعرض نمطاً آخر من الإبداع الإنساني والمتمثل في هذه الأعمال التي تجلى فيها قوة التصميم وجمالية البناء والتوافق الجميل ما بين الكتلة والفراغ بما يؤكد أيضا المقدرة الفنية والتقنية الفائقة لدى هؤلاء الكوكبة من التشكيليات والتي بلا شك أضافت لها خامة النحاس بجماله وبريقه بعداً جمالياً وتقنياً آخر!!