الأحساء - خاص بـ(الجزيرة):
أكد الدكتور محمد جنيد الديرشوي أستاذ أصول الفقه بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فيصل بالأحساء على ضرورة الاستفادة من التقنيات الحديثة في خدمة كتاب الله، وقال: إن هذه البرمجيات لها دور كبير في تسهيل الحفظ والمراجعة لكتاب الله وتحقيق الفائدة للباحثين في علوم القرآن.
وقال د. الديرشوي إن (ندوة القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة) التي سينظمها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف في شهر شوال المقبل موضوعها غاية الأهمية، وقد جاء في وقته؛ فقد حلّ استعمال التقنيات المعاصرة محلّ استعمال نسخ المصحف الشريفة المكتوبة في كثير من الأحيان؛ ولذا فقد كان لزاماً علينا إزاء هذا الوضع الجديد عقد مثل هذه الندوة الشاملة لدراسة التقنيات الحديثة وبيان الحكم الشرعي فيها، وتقويم أدائها، وتلافي محاذيرها. أما عن بحثه في الندوة فقال: إن موضوع بحثي هو(مسُّ الأجهزة الإلكترونية التي يخزَّن فيها القرآن، وحملُها).. يحاول البحث أن يجيب على السؤال الآتي، وهو: هل لهذه الأجهزة الإلكترونية التي يتمّ تخزين القرآن الكريم فيها حكم المصاحف المكتوبة، من حيث اشتراط الطهارة في مسِّها وحملها، أم لا؟.
وأضاف: يتكوّن البحث من شقّين، الشِّقّ الأول منه انصبّ على دراسة وبيان طبيعة عملية التخزين، وعلى معرفة حقيقة ما هو مخزّن في حجيرات ذاكرة هذه الأجهزة، حال كونه قارّاً في الذاكرة غير معروض على الشاشة، وهل هي كتابة حقيقية، أم أنها لا تعدّ كتابة.
الشِّقّ الثاني: بيان الحكم الفقهي مفصّلاً لمسّ هذه الأجهزة، وحملها في كلا الحالتين؛ أي أثناء كون القرآن مخزّناً فيها غير معروض على شاشاتها، ثم حين عرض الآيات على الشاشة.
ويفرِّق البحث بين نوعين من الأجهزة:
النوع الأول: الأجهزة التي صُنعت لغرض خدمة القرآن الكريم خاصّة، دون غيره.
النوع الثاني: الأجهزة التي تقوم بأعمال متعدّدة من بينها خدمة القرآن الكريم، كالهاتف المحمول، والكمبيوتر.. وغير ذلك.
ورأى الدكتور جنيد أن هذا التّوجّه سديد وموفّق؛ فلا يكفي القيام بطباعة المصحف الشريف والخدمات الأخرى المتعلّقة بتسهيل البحث فيه، وإن كان ذلك جهداً مبروراً وضرورياً، ولكن المهمّة لا تكتمل إلا بمثل هذه الندوات المباركة، التي لها دور كبير في بثّ الوعي والمعرفة المتعلّقة بالجوانب المختلفة التي تتّصل بالقرآن الكريم وبحفظه، وردّ كيد الكائدين عنه، وسهولة الاستفادة منه.
وإذا كان الله تعالى قد تكفّل بحفظ كتابه، فقد جرت سنة الله تعالى في إنجاز مواعيده بتهيئة الأسباب لذلك، والله عزّ وجلّ يختار من أراد لهم السّعادة ليكونوا خدماً لدينه وسدنة لشرعه، وجنداً لنصرة الحقّ، ولا شكّ أن أسعد الناس من اختصّه الله تعالى بتسخيره لخدمة كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. وإن هذا المجمع المبارك لهو من أبرز الأسباب الظاهرة لحفظ هذا الكتاب الكريم. وأضاف قائلاً: لا شكّ أن هذه التقنيات المعاصرة أفادت طلاب العلم والباحثين في القرآن وعلومه.. أما السلبيات - إن كانت موجودة - فإنها لا تكاد تذكر، وحتى لو افترضنا أن هناك سلبيات حقيقية؛ فليست هذه التقنيات هي السبب في وجودها، ولكن مرد ذلك إلى عدم وجود الوعي الكافي لدى المستفيدين.
وعلى المهتمّين وأصحاب الشأن خاصّة العمل على تحقيق هذا الوعي، ولعلّ من أقوى وأهم عوامل تحقيقه ونشره عقد مثل هذه الندوة والدورات المباركة.