Al Jazirah NewsPaper Friday  28/08/2009 G Issue 13483
الجمعة 07 رمضان 1430   العدد  13483
ثمرة من آية
نايف بن حمود الرضيمان

 

في رمضان وبعد صلاة التراويح سأل أحد الناس وقد قرأنا في تلك الليلة سورة يوسف، سأل عن قوله تعالى: {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ}، وبالرجوع إلى كتب التفسير تبين أن في هذه الآية من الفوائد ما يسعد بمعرفته المسلم، أذكر منها فائدة واحدة مذكراً بها فقد تكون غائبة عن كثير من الأذهان، ألا وهي: إثبات ومصداق لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الأنبياء أشد بلاءً ثم الأمثل فالأمثل ويبتلى المرء على قدر إيمانه فإن كان في إيمانه صلابة زيد له في البلاء، حيث إن يوسف عليه السلام حصلت له ثلاث مراودات من النساء، اثنتان من امرأة العزيز إحداهن سراً فقد غلقت الأبواب {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ}، والأخرى على رؤوس الأشهاد حيث قالت: {وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ..} - أي الآن - {لَيُسْجَنَنَّ.. الآية}، والمراودة الثالثة من جميع النسوة كما أثبت الله ذلك بقوله من قول الملك: {مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ}، فتدرج البلاء على يوسف عليه السلام من السرية الفردية، إلى الدعوة إلى الفاحشة على الملأ من النسوة، إلى الدعوة إلى الفاحشة من أكثر من امرأة، حتى استقر به البلاء إلى الإيداع في السجن بضع سنين، كل ذلك ويوسف عليه السلام صابر محتسب نزيه عفيف، حتى مكن الله له في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء.

سئل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله قيل له أيمكّن المسلم أم يبتلى فقال: لا يمكّن حتى يبتلى.

فإلى إخوتي الدعاة: لتعلموا أن من سلك مسلك الأنبياء في الدعوة إلى الله وإصلاح العباد وأراد أن تفرش له الأرض بالورود بالحرير وأن لا يمسه شيء، وأن لا ينادى إلا بأفضل الألقاب فليقطع مطامعه لان يكون من المذكورين بالخير في الآخرين كما قال إبراهيم عليه السلام: {وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}، ومن أئمة الهدى المتقين كما قال تعالى: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}، فإن الإمامة في الدين لن تنال إلا بالصبر واليقين كما قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}

حائل
www.hailqq gmail.com



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد