القرآن الكريم هو رسالة الله تعالى للعالمين وهدايته للبشرية أجمعين وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته وقد شرف الله تعالى دولتنا المباركة بخدمة القرآن الكريم طباعة ونشراً وتعليماً وعملاً وتحكيماً فله الحمد أولاً وآخراً.
وجائزة الأمير سلمان بن عبد العزيز المحلية لتحفيظ القرآن الكريم من أبرز معالم هذا الاهتمام حيث ساهمت بشكل بارز في هذا الهدف النبيل ودفعت إلى إذكاء روح المنافسة بين الشباب والفتيات على مائدة القرآن الكريم تلاوة وتجويداً وحفظاً وتفسيراً.
وتأتي جائزة الأمير سلمان لحفظ القرآن الكريم في صدارة الجوائز المحلية، كما تأتي جائزة الملك عبد العزيز في صدارة الجوائز الدولية لتؤكد على صدق اهتمام ولاة أمرنا حفظهم الله بكتاب الله تعالى وحرصهم على ربط الناشئة من الشباب والفتيات به، والالتزام بتعاليمه وأحكامه.
وقد سنت هذه الجوائز المباركة سنة حسنة وانتقلت إلى كثير من الدول الأخرى حيث تنافس كثير من الوجهاء ورجال الأعمال فيها إلى إقامة جوائز مماثلة ضاعفت من الإقبال على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك أشرف ما يتنافس فيه الناس كما قال تعالى {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}.
ومما يميز هذه الجائزة المباركة حملها لاسم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض الذي يشهد له الجميع بدوره المتميز في رعاية الشباب ودعمه لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم واهتمامه بأعمال البر والخير وأثره الريادي في تنمية هذا البلد المعطاء تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني حفظهم الله جميعاً.
ومما يميز الجائزة أيضاً اهتمامها بالمرأة كاهتمامها بالرجل والنساء شقائق الرجال وقد أثبتت المرأة تميزها في هذه المسابقة واستطاعت أن تحصل على مواقع متقدمة في جميع فروع الجائزة وهذا ليس بغريب على بناتنا وفقهن الله لكل خير ومن هنا أشيد بما تقدمه الدور النسائية لتحفيظ القرآن الكريم والقائمات عليها من جهود مشكورة في هذا المجال.
كما أن هذه الجائزة فتحت المجال للمتسابقين في عدد من الفروع في حفظ القرآن كاملاً أو في حفظ شيء منه ولم تقتصر على فرع واحد فحسب، مراعاة للفروق الفردية لدى الشباب والفتيات مما يتيح الفرصة للجميع على اختلاف قدراتهم وتنوع اهتماماتهم.
وفي الختام وبعد شكر الله تعالى أتوجه بالشكر الجزيل لولاة أمرنا في هذه البلاد وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني على ما يقدمونه من خدمة لكتاب الله تعالى ونفع للإسلام والمسلمين، والشكر والدعاء موصولان لراعي هذه الجائزة وداعمها ماديا ومعنويا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، سائلا الله تعالى أن يبارك له في عمره وعمله وأن يتقبل منه ويرفعه بالقرآن الكريم في الدنيا والآخرة.
ولا أنسى بالشكر والدعاء جمعيات وحلقات تحفيظ القرآن الكريم في جميع مناطق المملكة والدور النسائية لتحفيظ القرآن وكذلك أولياء أمور طلاب تحفيظ القرآن الكريم على ما يقومون به من جهود في هذا المجال نفع الله بجهودهم ووفقهم لكل خير إنه سميع مجيب وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
* وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد