Al Jazirah NewsPaper Friday  28/08/2009 G Issue 13483
الجمعة 07 رمضان 1430   العدد  13483
المحكمون ماذا يقولون عن مستوى المتنافسين في الدورة الحادية عشرة لمسابقة الأمير سلمان لحفظ القرآن؟!
منافسات قوية بين الشباب ومستوى (ضعيف) للفتيات

 

الرياض - «الجزيرة»

تباينت آراء المحكمين والمحكمات لمنافسات الدورة الحادية عشرة للمسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات، ففي الوقت الذي أشاد فيه المحكمون بتطور مستوى المتنافسين من البنين في الحفظ والتلاوة والتجويد، أبدت المحكمات أسفهن الشديد لهبوط مستوى المتنافسات من البنات في هذه الدورة عن الدورات الماضية، عارضين في الوقت ذاته عدداً من المقترحات المهمة للتطوير، ورفع مستوى المتنافسين والمتنافسات.

تقدّم ظاهر

بداية قال عضو لجنة تحكيم المسابقة الشيخ عبدالعزيز بن سليمان المزيني: إن من نعم الله على المسلمين عامة وأهل هذه البلاد خاصة ما حباهم الله به من عناية بحفظ كتابه الكريم، وما يسر لهم من السبل المعينة على تحقيق هذه الغاية التي هي سبب الخيرية الموعود بها على لسان المصطفى - صلى الله عليه وسلم- ومن هذه السبل وجود الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، والمنتشرة في جميع محافظات ومدن هذه البلاد، بل وفي بعض القرى الكبيرة، نسأل الله أن يعين القائمين عليها، وأن يحقق لهم مرادهم دنيا وأخرى.

وأضاف ومن هذه السبل أيضاً، ميادين المنافسات بين حفاظ القرآن الكريم، كهذه المسابقة التي تقام - أولاً- على مستوى المحافظات، ثم تصفيات المناطق، ومن ثم المنافسة النهائية في المسابقة المحلية في مدينة الرياض على مستوى المملكة، والتي تنظمها مشكورة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، منوهاً بالتغير الواضح والتقدم الظاهر للمسابقة كل سنة عن التي قبلها.

ونوه الشيخ المزيني -في حديثه- بتحسن مستوى المتقدمين للمنافسة في هذه المسابقة هذا العام، مما يدل على شعور جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في كثير من المناطق بأهمية هذه المسابقة والاستعداد لها، وبجدية إعداد المتسابقين المرشحين من قبل هذه الجمعيات، مدللاً على هذا بوجود المنافسة القوية من عدة مناطق لم يكن لها ظهور من ذي قبل، إذ المتميزون هذه السنة من مناطق مختلفة يلحظ هذا كل من اطلع على التقرير المعد من قبل الأمانة العامة للمسابقة للأعوام من (1419-1430هـ).

وعرض -في سياق حديثه- مجموعة من المقترحات حول المسابقة منها حث الجمعيات في المناطق على المشاركة في المسابقة، وعدم الاكتفاء بالتعميم، وأن تشرف الأمانة على تحكيم تصفيات المناطق، وذلك بإرسال محكمين مدربين، ولو واحد على الأقل، للمشاركة في التحكيم هناك، وليس عدم ثقة في الإخوة في تلك المناطق، ولكن لنقل خبرة التحكيم، وطريقته المطابقة لتحكيم اللجنة في المسابقة المحلية.

واقترح الشيخ المزيني دعوة مدراء الجمعيات لحضور فعاليات المسابقة؛ ليكون هذا تشجيعاً لهم على المشاركة كغيرهم، وليكون أدعى للتفاعل مع المسابقة.

دقة التحكيم

من جهته، قال عضو لجنة تحكيم المسابقة الدكتور علي بن محمد عطيف: إن المسابقة في كل عام تتميز بالتنافس الشريف بين المتسابقين في حفظ كتاب الله وتلاوته وتجويده وتفسيره، وفي هذا العام شهدت المسابقة قوة في المنافسة واكبتها دقة في التحكيم وهناك المتسابقون من جمعيات في مناطق دخلوا دائرة المنافسة بعد أن كانوا في الأعوام الماضية بعيدين عن ذلك، مشيراً إلى أن المتابع يشهد بحق أن النتائج والمنافسة في هذه المسابقة أصبحت تحتاج إلى أقصى درجات الإعداد والاستعداد من المتسابقين من أجل الفوز في هذه المسابقة لصرامة قواعد التحكيم، وهذا في مصلحة الجودة في الحفظ والأداء، وتمثل النتائج مدى الريادة التي وصلت إليها المملكة العربية السعودية في العناية بحفظ كلام الله وتجويده وتفسيره.

وأكد أن التطوير في الأداء والمهارات هاجس الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في ربوع المملكة العربية السعودية وهناك تقدم ملموس في اتباع الطرق العلمية السليمة في إعداد المتسابقين يظهر ذلك جلياً في جهود الجمعيات في إعداد طلابها لهذه المنافسة الشريفة التي تحتاج من المتسابقين الارتقاء إلى مستواها.

وشدد في هذا الصدد على أهمية الاختيار الجيد لمعلم الحلقة، والإعداد والترتيب المستمر لمعلم حلق التحفيظ، وحسن الاختيار للمتسابقين المرشحين للإعداد للمسابقة ابتداء، كذلك تفعيل حلقات التميز في الجمعيات، وإنشاء حلقات في كل جمعية مهمتها إعداد الطلاب للمسابقات وفق منهجية في كل صغيرة وكبيرة بدءاً بالحفظ ثم التجويد والترتيل ثم حسن الأداء مع التقويم المستمر والاختبارات الفترية لقياس مدى التقدم، إضافةً لتطبيق معايير التحكيم في مسابقة الأمير سلمان على المتسابقين في جمعياتهم عند التحكيم الأولي، والفترة والاختبار النهائي، وبث الروح الإبداعية وقوة المنافسة بين المتنافسين.

التنظيم متفوق

وفي جانب المحكمات، نوهت المحكمة الدكتورة لولوة بنت عبدالكريم المفلح بالجهود العظيمة المبذولة للإعداد لهذه المسابقة من قبل المسؤولين عنها -وفقهم الله جميعاً -، كما أن الإعداد للمسابقة والتنظيم لها هذه السنة يفوق السنوات الأخرى، ولكن الملحوظ أن مستوى المتسابقات متدنٍ عما سبق من ناحية الحفظ والتجويد والأداء.

واقترحت أن يتم التركيز من بداية السنة على المتقدمات للمسابقة وتدريبهن تدريباً مكثفاً، وتكرار الحفظ من قبل المتسابقات والتأكيد على ذلك، وإرسال المتسابقات التي سبق لهن الفوز إلى بعض المناطق للاستفادة منهن، والاهتمام بالتصفيات الخاصة بالمناطق حتى لا يتقدم إلى المسابقة إلا من هو كفء، وإعطاء المدربات دورات للإفادة. وإعطاء دورة للمتسابقات من قبل المحكمات لا تقل عن أسبوع ليتعلمن أصول التحكيم، ولتدريبهن على القراءة، وأن يختار من كل فرع متسابقتين ليتم تدريسهن ومن ثم المفاضلة بينهن.

كثرة الأخطاء

ومن جانبها قالت المحكمة الدكتورة ابتسام بنت بدر الجابري: إن مستوى المتسابقات الغالبية حتى الآن لم يكن حفظهن بالمستوى المطلوب مع وجود بعض الممتازات، وقد كثر فيهن الخطأ سواء من ناحية (الحفظ - التجويد) وهو شيء مستغرب.

واقترحت زيادة الاعتناء من قبل مناطق الفتيات والاهتمام بهن، وتطوير أدائهن، وقد قامت اللجنة بتقييد ملحوظاتها على كل طالبة، وسيتم تزويد الطالبات بذلك بإذن الله للاستفادة منها، وأشكر للطالبات كذلك في هذا العام تميزهن بالسمت الحسن، سمت أهل الصلاح. ونوهت إلى المستوى العام من حيث التنظيم، والتوجيه فهو ممتاز ولله الحمد ونشكر القائمين ابتداءً بالمسئول الأول عن المسابقة الأمير سلمان إلى آخر العاملين ونسأله أن يكون ذلك في موازين حسنات الجميع.

تهيئة خاصة

أما المحكمة أريج بنت عيسى المريعاني فقالت: الملاحظ في مسابقة الأمير سلمان لحفظ القرآن الكريم في عامها الحادي عشر تدني في المستوى عن عامها العاشر، بصفة عامة، سواء في الحفظ أو التجويد، فلقد كان في العام الماضي تنافس شديد بين مستوى الطالبات من حيث حسن الأداء والحفظ، أما هذا العام لا يوجد هذا التنافس!.

وأعربت عن أملها أن تكون المسابقة نحو الأفضل الدوام، واقترحت تكثيف الجهود وعمل دورات خاصة لتحسين مستوى المتسابقات قبل المسابقة في مدة لا تقل عن ستة أشهر، حتى يأتي موعد المسابقة فستكون المتسابقة على استعداد تام كما كان في السابق، وأرجو أيضاً عمل تهيئة خاصة للمتسابقة قبل المسابقة تهيئة خاصة حتى لا تهاب وترتبك في وقت المسابقة.

تكثيف الدورات

وأشادت المحكمة الأستاذة عفاف بنت حامد المطرفي بالجهود المبذولة، والاهتمام المتواصل من أجل الارتقاء بهذه المسابقة والتواصل في مسيرتها وتحقيق هدفها السامي مقترحة تكثيف الدورات التدريبية لرؤساء لجان المناطق الصيفية (الجنوب- الشمال) أو إقامة فترة تدريبية خلال السنة للقراء فقط وعلى مستوى مناطقهن، وهذا أمر ضروري لما لمسته من (ضعف بالغ في المستوى العام للمتسابقات هذه السنة)، فالأكثر على الإخفاق بين الحفظ والأداء مما جعل روح التنافس بين الطالبات ضعيفة ومتفاوتة.

تكرار المسابقات

أما المحكمة الدكتورة نمشة بنت عبدالله الطوالة فقد وصفت التنظيم بأنه كان متميزاً، وقالت: إن غالب المتسابقات كان حفظهن غير متقن، وبعض الطالبات كن مشاركات العام الفائت ولاحظت أن مستواهن لهذا العام قل، كما لاحظت تكرار أسماء المتسابقات في كل دورة وإن اختلفت الفروع التي تشارك بها المتسابقة أحياناً.

واقترحت تنظيم دورة تدريبية للمتسابقات مع ملاحظة ألا يقتصر التدريب على المشاركات في مسابقة الأمير سلمان بل الفائزات الأوائل في كل فرع من كل منطقة بحيث تكون المتدربات في كل فرع ثلاث متدربات من كل منطقة ترشح للمتسابقة واحدة منهن.

كسر المفاجأة والخوف

وفي ذات الشأن، استهلت المحكمة الأستاذة سارة بنت حسين الدخيل كلامها بالشكر لله أولاً أن من علينا وهدانا للإسلام وأنزل إلينا كتابه القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ثم الشكر عن من قام ويقوم على هذه المسابقة الخيرة المؤمنة التي عم أثرها وخيرها أرجاء المملكة العربية السعودية وأثمرت اهتماماً ملحوظاً لقراءة وحفظ وتجويد القرآن الكريم، جعله الله خالصاً لوجهه الكريم.

ثم وجهت الشكر لجميع من قام على الجائزة على الاستجابة، وجعل المسابقة تقام في نزل المسابقات والمحكمات، وتغيير الفندق إلى مستوى أفضل، ونأمل في مزيد من التطور والتفاعل.

وقالت عن مستوى المتسابقات: إن التحسن ملحوظ وملموس من خلال مرور عقد من الزمان على هذه المسابقة الميمونة، وقد يختلف المستوى ويتطور للأحسن، مقترحة أن يكون هناك أسبوع تدريبي يلزم فيه حضور المتسابقات، والمحكمات لتبادل الخبرات حتى لا يتفاجأن المتسابقات بطريقة التحكيم وحتى يتم الاستفادة القصوى من الثمار اليانعة لهذه المسابقة، وآلية لترشيح من المناطق يعاد فيها النظر ويركز على إعادة الحفظ، ويجعلون المتسابقة تتعرض للجان متكررة حتى تكسر حدة المفاجئة والخوف.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد