عبارة كاشفة تلك التي أطلقها الأستاذ خالد المالك - رئيس التحرير - في وصفه لهؤلاء المجرمين، عندما أطلق عليهم الجبناء، هو وصف يتناسب مع هذه الفئة، لأن الجبان يطعنك من الخلف، وغير قادر على المواجهة في ساحات النزال.الأمير محمد بن نايف فتح كل أبوابه، وأعطى مجالاً لكل من يرغب في التوبة والعودة إلى حاضرة الوطن ليكون مواطناً صالحاً، إنه قام بنفسه بانتشال الكثير من هؤلاء من الغرق،
يسمح لهم بالالتقاء به شخصياً ليتخاطب معهم، ويضمهم إليه بحنو الأخ، وهو القائد القريب من أبناء شعبه، لماذا تحصل الخيانة إذن، بالذات عندما يدّعي ذلك - المعتوه - بأنه سيقوم بتسليم نفسه، ثم فجأة يبيّت في نفسه الشر المستطير، إنه الشر بنفسه، لكن الشر رحل، لأن البقاء للأصلح، فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
كنت أتساءل مع كثير من الأصدقاء المثقفين: ماذا يريد هؤلاء، إنهم، وكما علَّق جمال خاشقجي في قناة العربية بعد الحدث مباشرة يريدون إقامة دولة بفكرهم المنغلق، وفكرهم التكفيري، هم التكفيريون، إنهم جزء من منظومة تطرف تمثِّل سلسلة مرتبطة بعضها مع بعض، تلك التي ظهرت في الستينيات، وتفشّت في السبعينيات مع الإخوان المسلمين، الذين منهم فئة تكفِّر كافة أبناء المجتمعات العربية والإسلامية، وتدعوهم إلى إعلان إسلامهم من جديد، لماذا، لأنهم من وجهة نظر هذه الطائفة يدينون لحكام كفار، حيث لم يقف التكفير على كافة أبناء المجتمع، بل تجاوز ذلك إلى تكفير الحكام العرب قاطبة، وربما تكفير حكام الأرض، إذن من هو الذي ليس بكافر، لا يوجد سواهم، هم المسلمون إسلاماً صحيحاً، وهذا الغلو، والتطرف الفج، لا يتوقف على هذه الطائفة، بل تجاوزها إلى جماعة التكفير والهجرة التي تكفِّر هي الأخرى الحكام، وتدعو إلى الهجرة، إلى أين تكون الهجرة، وكيف تكون هذا هو السؤال؟
ربما تكون كما يراها زعيم تنظيم القاعدة، في البقاء مختبئاً في الكهوف والجبال. إننا يا سادتي أمام فئة، أو جماعة من الجماعات التي لا تعرف شيئاً اسمه (حوار) ولا حتى جدال بالتي هي أحسن، بل تعرف السلاح، فهو الحل في نظرهم ولن تقوم لهم قائمة من وجهة نظرهم سوى بالعنف، ولهذا يجب التعامل معهم بهذه العقلية
السؤال الآخر، وقد عرفنا ماذا يريدون: هل ستطيب أنفس هؤلاء في التشرذم والضياع، والتفكك، وهو أمر ولله الحمد لن يحصل في هذه البلاد، ولن تتحقق نواياهم، بإذن الله تعالى، ثم بجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده حفظهما الله، وجهود سمو النائب الثاني رجل الأمن الأول الذي غرس قيماً عظيمة في نفس كل مواطن، وهو أن يكون هو أيضاً رجل أمن، وهو الأمر الطبيعي، حيث لا يمكن للاستقرار والأمن الذي نعيش أن يستمر ما لم يكن المواطن مشاركاً ويحمل رسالة حب الوطن التي تدعوه إلى أن يساهم على الأقل بالإبلاغ عن أي حالة شاذة يراها يمكن لها أن تخل بأمن هذا البلد.
وهؤلاء الذين يلبسون عباءة التطرف هم بيننا، ولهذا كشفت العملية الأخيرة للقبض على 44 شخصاً أسماء كانت صادمة، لكن من الجميل أن يتيقظ رجال الأمن لمثل هؤلاء، ومن الرائع أن نتعرّف على حقائق صادمة، كي نعرف أن الصمت على أبناء هذا الفكر لا ينبغي أن يكون، وكي نعرف أن القيادة الرشيدة التي تتعامل بعصا من حديد - وهو الأمر الطبيعي، وما ينبغي أن يكون - مع هؤلاء، هي في ذات الوقت من أعطت مجالاً لكل من يرغب في التوبة، والعودة، وهذا التسامح ما جعل مثل هذا المجرم يظهر وهو يبيّت الشر لسمو مساعد وزير الداخلية، الرجل الذي يتصدى للعمليات الأمنية الجبارة، وهو الأمر الذي يثبت أن هذا التصرف الإجرامي هو منتهى الجبن، هم جبناء فعلاً، ولا يزال هؤلاء الخوارج يبيّتون في أنفسهم النيّة السيئة للمملكة وأبنائها ومواطنيها، نسأل الله السلامة.
مستشار تدريب - كاتب وباحث في الشئون الإعلامية
Kald_2345@hotmail.com