الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية يقود أشمل حرب ضد الإرهاب، قال عنه صحفي غربي: (هو جنرال مجهول في الحرب على الإرهاب، ومن المدهش أن بعض المسؤولين الأوروبيين والأمريكيين يسمونه قائد إحدى أكثر العمليات فعالية، إن لم تكن أكثرها فعالية في مكافحة الإرهاب في العالم).
لتأتي حادثة ليلة الخميس الماضي التي استهدفته بالاغتيال كمحاولة يأس للإخلال بأسلوب المواجهة الصارم للإرهاب وفكره، منفذ العملية استغل ثغرة خاصة بحرص الأمير الشخصي على استقبال وقبول التائبين من الفئة الضالة أو المضللة، وهو سلوك ظل ثابتاً مع الأمير حتى في الفترات التي كانت البلاد تعيش أشد مواجهاتها، الخيانة والغدر كانت هذه المرة الطريق إلى بيت أكبر المسؤولين الأمنيين بجسم بشري مفخخ، مستغلين جانباً متعلقاً بالتعامل الإنساني، الذي لا يفقهونه.
ونتذكر مع أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وحين شكك كثيرون ولا يزالون يشككون بقدرة القاعدة على تنفيذ مثل تلك العمليات، تشكيك وصل إلى اتهام أمريكا نفسها بتنفيذ عمليات داخل أراضيها!، لكن من يعرف أمريكا قبل تفجيرات نيويورك يدرك أن النظام هناك والإجراءات، بل جزء كبير من الحياة والحركة تقوم على الثقة، ثقة الأنظمة بالناس وحرية حركتهم وتنقلاتهم ونشاطاتهم حتى يثبت العكس، وتنظيم القاعدة استفاد من ذلك الوضع، وتسلل إلى الحياة هناك وزرع خلاياه قبل أن يضرب، ضربتها التي أذهلت العالم.
في السعودية، يوجد شيء مختلف، سياسة (الباب المفتوح)، فالناس يدخلون لزيارة الملك أو أي من رجالات الدولة والأسرة الحاكمة، سياسة وضعها الملك عبدالعزيز بعد إعادة تكوينه للدولة السعودية، وكان الناس إلى وقت قريب يدخلون لأعلى هرم في القيادة دون تفتيش لما يحملونه في جيوبهم أو أجسادهم، هنا عادة القاعدة لتستغل هذا الباب المفتوح وتتجه إلى الرجل الذي يحمل الملف الأمني في بيته، وحدث أن بينهم شخص عبر عن رغبته في تسليم نفسه، سمح له الأمير بالاقتراب دون تفتيش، ليتعثر ويسقط ثم يتفتت جسده لسبعين قطعة.
سمعنا جميعا العتب الملكي الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين للأمير محمد بن نايف يطالبه بالحرص وعدم المخاطرة، حيث يعرف عنه أنه يذهب لمكتبه دون حرس، وله أسلوب إنساني في التعامل مع ملف الإرهاب، كما سمعنا جميعا الرسالة الواضحة والأكيدة من القيادة في استمرار الحرب الصارمة على الإرهاب وأتباعه حتى تتلاشى أفكاره، وتجفف منابعه الفكرية، ومصادر تمويله.
ولن يتمكنوا من إغلاق أبواب ظلت مفتوحة.... (يتبع)...إلى اللقاء
* * *