تابعنا بقلوبنا نحن السعوديين، قبل عقولنا تلك الزيارة الكريمة، التي تستحق أن تُسمى (الزيارة الرد، بل الزيارة الموقف) التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - ليطمئن على ابنه قيصر الحرب كما أطلقت عليه صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية الشهيرة، مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، الأمير محمد بن نايف، مهندس الحرب السعودية على الإرهاب، عقب المحاولة الفاشلة التي قام بها أحد الإرهابيين في ليلة كريمة من هذا الشهر الفضيل، عندما لم يحترم ذاك الإرهابي الخارج عن كل الأطر الدينية والعقلية والإنسانية، قدسية رمضان ولم يقدّر حرمة الجوار لمكة المكرمة قبلة الأمن والأمان في الإسلام، وبعد ذلك كله تجرّده ومَن خلفه من الفئة الضالة، من أي مشاعر إنسانية تجاه الآمنين من المواطنين الذين قدموا للسلام على الأمير محمد بن نايف، الذي يقود بكل إنسانية جهود (المناصحة) التي تهدف إلى التعريف بالآراء المتشددة التي يعتنقها الإرهابيون ومنهجه المتميّز في إقناعهم بالعدول عن تلك الأفكار الشريرة ومواجهة الفكر الضال بالفكر المعتدل عبر جلسات المناصحة التي شهد عقلاء العالم أجمع بأنها حققت نجاحات نوعية في ردع الفكر الضال، وقد شدَّني في لقطات تلك المقابلة الأبوية الحديث الذي دار بين الملك عبد الله والأمير محمد عندما تحدث الملك بعفويته المعهودة قائلاً: (والشر معثور)، تلك العبارة تذكّرتها عندما قرأت ترجمة لوصف وكالة الأنباء الألمانية لذاك الحادث المفجع: (أن الانتحاري تعثَّر في خطواته، ثم انفجرت المادة المزروعة في جسده)، وهنا تأكّد لي يا خادم الحرمين أن العدو (معثور) بلهجتنا النجدية ولن يحقق أي هدف من أهدافه الخبيثة في هذا البلد المحروس بأمر الله، كما لاحظت من خلال متابعتي للصحافة العالمية أن تلك الكلمات الأبوية التي أمطر بها خادم الحرمين الشريفين ابنه الأمير محمد بن نايف، كانت محط تحليل واهتمام للعديد من الصحف والوكالات العالمية.
في نظري أن زيارة خادم الحرمين الشريفين حملت العديد من الإشارات المهمة التي منها: التقدير الكبير لكل من يعمل من أجل هذا الوطن من رجالات المؤسسة الأمنية، والدعم الأبوي والروحي لسمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية في معركته المقدسة على الإرهابيين في بلاد الحرمين الشريفين، كما أن تلك الزيارة التاريخية هي وسام شرف لكل من يقف مع الأمير محمد بن نايف من الرجال المخلصين لهذا الوطن وأهله ومن أقام على أرضه الطاهرة.
أخيراً
هنيئاًَ لك أيها الأمير المجاهد، فقد صمت وأفطر الإرهابيون على وجبتهم المفضَّلة المطبوخة على نار الغدر ومائدة الشيطان، أما أنت ومَن معك فقد أفطرتم على موائد من دعوات المحبين لكم في ليالي شهر الخيرات، تلك الدعوات الصادقة لكم بأن يحفظكم الله درعاً واقياً للوطن والمواطن في حربنا المقدسة على الإرهابيين.