الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، فله الحمد على ما أنعم وتفضل وبارك للجميع بتمام المسابقة هذا العام، وما سبقه من أعوام، وما يتطلع له الجميع - بإذن الله - في الأعوام القادمة.
ما يزيد على ألف متسابق ومتسابقة، وتحديداً ألف وسبعة عشر متسابقاً ومتسابقة، حضروا خلال الأعوام الماضية في المنافسات النهائية للمسابقة، والحقيقة أن المشاركين والمتنافسين عليها يفوق هذا العدد مئات المرات، ولأبين لكم ذلك أقول: إن المرشح لكل فرع من الفروع، وفي كل منطقة، لا يصل إلى المسابقة إلا بعد أن يجتاز مجموعة من المسابقات المحلية التنافسية في منطقته مع طلاب الجمعية التابع لها، التي يتبع لها العديد من الحلقات، وإذا ما عرفنا أن المنتسبين لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم يفوق الستمائة ألف (600.000) طالب وطالبة فسيتضح لنا تعداد المنافسين الحقيقيين في هذه المسابقة طوال الأعوام الماضية.
إن المشاركين في التصفيات النهائية هم النخبة والصفوة التي تقدمها الجمعيات للتنافس النهائي، والفائزون في كل عام على كل المستويات بنين وبنات ثلاثون فائزاً وفائزة فقط، والحقيقة أن كل مشارك في هذه المسابقة هو فائز لأنه يتشرف بتمثيل الجمعية التي ينتمي إليها، ويتشرف بتمثيل منطقته، وحينما يحالفه التوفيق، ويفوز بإحدى الجوائز المخصصة لفروع المسابقة، فهذا نور على نور، وإن سابق ولم يحظ بذلك فقد نال الشرف والفوز مسبقاً، ولذا فبعض المتسابقين حينما يدلف للمسابقة يعلم أنه لا يمثل نفسه في هذه المسابقة، وإنما يمثل الجمعية التي احتضنته ورعته وعلمته ورشحته، ومن باب الوفاء يسعى لأن يرد الجميل لها بالتفوق وإبراز اسمها في هذا المحفل.
في الأعوام الأولى كانت المنافسة بين جمعيتين تمثلان منطقتين عزيزتين، أما الآن فأضحى التنافس شاملاً، وفي كل عام نرى متفوقين من بقية المناطق، مما يعني أولاً الارتقاء بمستوى الحفظ والتجويد بوجه عام، والأمر الآخر إدراك المتسابقين ومن يشرف عليهم أهمية التمثيل المشرف في هذه المسابقة، وعلاوة على ما ذكر فتمام الفضل والشرف للفائز هو تمثيل المملكة في المسابقات الدولية، وأولها مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم التي تقام سنوياً في مكة المكرمة.
بارك الله في الجهود، وبلغنا وإياكم الصيام والقيام، وأعاده الله علينا وعليكم باليمن والمسرات والقبول عاماً إثر عام وجزى الله صاحب الجائزة والقائمين عليها كل خير. وكل عام وأنتم بخير.
alomari1420@yahoo.Com