أحد عشر عاماً مضت على نموذج متألق من نماذج خدمة القرآن الكريم في بلادنا المباركة وما أكثر هذه النماذج المشرقة التي تشعّ من مهبط الوحي وقبلة المسلمين يبذل فيها صاحبها منذ نشأتها الكثير من وقته وماله جزاه الله خيراً ليحقق ما يتمناه كل مسلم العمل في خدمة كتاب الله الكريم ولم يثنه عن إنجاز هذا العمل انشغال الوقت وتعدد المهام وضخامة المسؤوليات المتعلقة بحياة الناس ومصالحهم بحكم منصبه الرسمي بل خصص لهذا (النموذج الحي) جزءاً من وقته لتنتقل الفكرة من الذهن إلى أرض الواقع ومن التخطيط إلى التطبيق وكانت في كل عام وما زالت تأتي في أبهى حلة وأفضل تنظيم كيف لا وقد أوكل بتنظيمها المخلصون من أبناء المملكة إنها المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وصاحبها هو الأمير سلمان نفسه والمخلصين في تنظيمها هم منسوبو وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وعلى رأسهم معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وبتلك المحاور اكتمل بناء المسابقة من سنين عديدة وخرجت بتنظيم متميز ذي ضوابط فعّالة تقدّم لها خيرة أبناء وبنات المملكة من الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في كل أرجاء الوطن والمؤسسات التعليمية وكانت كل عام تشهد جولات تنافسية وتصفيات حاسمة على مستوى المحافظات ثم المناطق ليتنافس النخبة على شرف الفوز بجوائز المسابقة السخية وليكون لهم السبق في التكريم.
إقامة هذه المسابقة يجسد اهتمام ولاة الأمر - حفظهم الله - بالعناية بالقرآن الكريم وما يتحصل للناشئة من فوائد جمّة حيث إنها تحقق هدفاً تربوياً يتمثل في أن الطلاب المشاركين في جميع مراحل المسابقة استقطعوا من أوقاتهم لمراجعة القرآن الكريم وتمكينه ومراجعة أحكام التجويد وتحسين التلاوة لتحقيق مراكز متقدمة ومنافسة أقرانهم في خير وأشرف ميدان {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}، وهذا مكسب لهم لأن تلك الأوقات ربما تهدر فيما لا فائدة فيه ولا بد للشباب المسلم من قضاء الوقت فيما يفيد ديناً أو دنياً كما أن ارتباط الطلاب بتدارس القرآن طيلة فترة التحضير للمسابقة بالتلاوة والتدبر كفيل بأن يوضح للطلاب بعضاً من المعاني الكريمة والأخلاق الفاضلة في القرآن كما قالت عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم (كان خلقه القرآن) والشباب بحاجة لتلك القيم والهمم العالية كما أنهم بحاجة إلى المداومة على قراءة القرآن فقد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)، فهذه المسابقة البناءة المثمرة عمل صالح نقابله بالشكر والامتنان والتفاعل من خلال تشجيع أبنائنا وبناتنا للالتحاق بحلق التحفيظ والإجادة والإتقان فهي خير معين لهم بعد الله حتى تتاح لهم فرصة المشاركة والمنافسة ومنها إلى مرحلة أعلى وهي المشاركة والفوز في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم.
وبالله التوفيق.
رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة