بقلم: خليفة الخليفة - الرس
عندما يتلبس المجرمون ويلبسون صبغة الدين ويتخذونه غطاء لأعمالهم الإجرامية إنما يضربون عصفورين بحجر واحد، أولا هم ينفذون مخططاتهم في زعزعة أمن هذا البلد، وثانيا تشويه صورة الدين والمتدينين؛ فهم يلبسون صورة الدين ويتنطعون بأحكامه ويصدرون الفتاوى والأحكام حسب أهوائهم، بينما يغردون خارج منهج أهل السنة والجماعة وما يخالف نهج علماء المسلمين في هذه البلاد الطاهرة.
لا يتورعون في قتل الأطفال والنساء والآمنين والمصلين والصائمين والعاكفين والركع السجود، ولم تخفَ علينا كمواطنين بسطاء أساليبهم الملتوية والنتنة في تحقيق غاياتهم ومعتقداتهم ومخططاتهم.
كشفنا خيانتهم وسوء بطانتهم، فنور الله لا يخفى وشرعه واضح للعيان ونهج دولتنا وولاة أمرنا لا تشوبه شائبة، حكموا بشرع الله وأقاموا حدوده وتعاليمه، جعلوا القرآن نبراسا ونورا لهم في تعاملهم مع أبنائهم المواطنين، تعاملوا معهم برفق ولين جانب، ولم يكن هذا التعامل مع المواطنين ذوي المواطنة الحقة فقط، بل كانت سياسة المسؤولين اللين واللطف حتى مع الذين خرجوا عن الجادة أملا في عودتهم إلى الطريق السليم وحرصا منهم - حفظهم الله - على عودة هؤلاء المجرمين للصواب، بل إن المسؤولين أكرموا العائدين منهم للطريق وقدموا لهم المساعدات المالية لمساعدتهم في لمّ شملهم، ليس فقط في مكاتب وزارة الداخلية بل أيضا في منازلهم الخاصة بين أبنائهم وفي مجالسهم تعبيرا عما يحملون لهم من محبة ورغبة في عودتهم إلى وطنهم وأسرهم، موفرين لهم سبل العيش الهنيء. ومن هذا المنطلق كان سمو وزير الداخلية وسمو نائبه ومساعده يحرصون كل الحرص على مساعدة العائد منهم إلى الطريق السليم، وهذا من موضع قوة وثقة بالنفس، والحمد لله، فماذا كان من هؤلاء الأشرار إلا استغلال هذه الطيبة في قلب سمو مساعد وزير الداخلية الذي حرص بنفسه على استقبال العائدين منهم فاتحاً قلبه لهم في منزله أملا في عودتهم إلى طريق الحق بعيدا عن إجراءات الأمن، حيث يأمر سموه بعدم التعرض لأي مطلوب عند الرغبة في تسليم نفسه ليكون لقاء أبويا حانيا، لكنهم بغدرهم استغلوا هذه الطيبة وهذه الفرصة التي لا تحدث في أي دولة بالعالم، استغلوها بدلا من عودتهم لأسرهم ومجتمعهم في محاولة اغتيال مَن مد يده إليهم للعودة والتوبة والصلاح، فكان الله لهم بالمرصاد ورد كيدهم لأعناقهم، فتقطع ذلك الإرهابي بفعل يده منتحرا إلى جهنم وبئس المصير في شهر الخير والغفران يطلبون جهنم بأفعالهم، والمسؤولون فيه يبتغون فضل الله بما يقدمونه لهم من عفو وصفح. فحمدا لله على سلامة مساعد وزير الداخلية، وحفظ الله بلادنا من كل سوء، ورد كيد الكائدين بنحورهم.