إنَّ التوجيه الكريم من قبل وزارة الداخلية إلى دوائر الشرطة بمتابعة تلك الظواهر والتقليعات الغريبة عن مجتمعنا المسلم ليستحق منا جميعاً التقدير والتشجيع والدعم المتواصل، والشكر للمسؤولين الذين أطلقوه، وإنها لحملة (خلقية سلوكية) مباركة ستكون لها - بإذن الله - آثارها الإيجابية المباشرة.
ولقد كتبت في هذه الزاوية أكثر من مرة عن دور الآباء والأمهات في توجيه الأبناء والبنات إلى ما يحسن من الأخلاق والأفعال، وظل وما يزال ينبِّه كثير من الكتاب والدعاة والمربين إلى هذه الظواهر المخالفة التي تدل على انحراف في السلوك، وعلى وجود ثقافة (دخيلة) تغلغلت في نفوس كثير من شبابنا، وظهرت آثارها جلية في سلوكهم وأشكالهم وملابسهم.
وتدل أيضاً على ضعف توجيه كثير من الآباء والأمهات لأولادهم في هذا الشأن.
لقد أشار الخبر المنشور في هذه الجريدة يوم الخميس السادس من شهر رمضان المبارك إلى أن شرطة منطقة الرياض وحدها أوقفت خلال شهر واحد (807) من الشباب الذين يظهرون بمظاهر غير لائقة في قصَّات شعورهم وملابسهم الغريبة التي تدل على سوء كبير خالط عقولهم وقلوبهم.
وإننا إذ نوجه شكراً خاصاً ودعاءً خالصاً لوزارة الداخلية ولدوائر الشرطة التي تنفذ توجيهات الوزارة لنشير إلى عدد من النقاط:
1 - تراجع الأسر المسلمة المؤلم عن القيام بدورها التربوي مع أبنائها وبناتها تراجعا ظاهرا نراه بأم أعيننا، وهو تراجع خطير كان سبباً من أهم الأسباب التي أوصلت الشباب إلى هذا المستوى بعد الصلاة، وكان مرتدياً بنطالاً ضيقاً جداً، وعليه قميص مزركش لا يصلح إلا للفتاة، وكان صدره مكشوفاً بطريقة غير مهذبة، وقلت في نفسي هذه فرصة الإمام في توجيه هذا الشاب، ووقفت أنتظر الشاب لأتحدث إليه أيضاً، وحينما انتهى من الإمام قابلته عند باب المسجد مسلماً، وصافحته وتحدثت معه بلطف عن ملابسه وشكله مع أنه شاب فيه خير بدليل أنه صلى في المسجد، وبالرغم من ظهور الخجل على وجهه إلا أنه استرسل معي في الحديث، وعبر عن عدم رضاه عن حالته، ولكنَّه يتسلى على حدِّ قوله، وشكا إليَّ تقصير أسرته في توجيهه، وقال لي: هذا والدي يصلي كما تراه، ويراني على هذه الحالة ولم ينبهني كما نبهتني، وسألته: هل تحدث معك الإمام في هذا الشأن قال: لا، وإنما كنت أسأله عن زكاة الفطر وتوزيعها.
وانصرف الشاب على قناعة منه بخطئه ووعد بالرجوع إلى الصواب، وحينما عاتبت الإمام على عدم توجيه هذا الشاب ولو بكلمة واحدة، قال: ليس هذا من شأني، وشباب اليوم لا يسمعون النصيحة ولا يقبلونها، وقد آلمني كلام الإمام وأشعرني بحاجة بعض الأئمة إلى التدريب على أداء الأمانة والقيام بالمسؤولية المناطة بهم.
4 - لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دور إيجابي مذكور مشكور في مواجهة هذه الظواهر غير اللائقة، وفي هذا التوجيه الكريم من وزارة الداخلية ما سيؤكد ذلك الدور ويدعمه - بتوفيق الله -.
إشارة:
نقول لمن أصدر هذا التوجيه ولمن ينفذه ويدعمه: جزاكم الله خيراً.