بمناسبة المحاولة الأثيمة الفاشلة التي تعرض لها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، وقبل أن نهنئه بفشلها وأنفسنا وشعبنا السعودي النبيل باعتباره أحد الرموز السيادية والأمنية لهذا البلد الأمين، أقول وقبل أن نهنئه بالسلامة - مع أن السلامة قد جاءت أولاً من رب العالمين (الحافظ الواقي) الذي سلّم ولطف بأحد عباده وأوقع من نوى الكيد به بشر أعماله وعاقبه في الدنيا وإن شاء الله في الآخرة بسوء المصير - أقول إننا قبل ذلك بودنا أن نستخلص عدة أمور مهمة أفرزتها هذه المحاولة البائسة التي تكشف لمن ما زالوا (يطبطبون) على ظهر هذه الفئة الباغية المجرمة الخارجة، الإرهابية، الدموية، سواء من خلال الهمس المقيت السام، أو من خلال نباح المواقع الإلكترونية التي تنبعث منها النتانة والحقد والتحريض والسُعار، أو من خلال المؤازرات (المادية) القذرة الملطخة بوحل الخيانة التي تتم في مستنقعات الأوبئة والظلام، أو من خلال الذين يبررون أو بالأحرى (يبربرون) لهذه الفئة بأنها هي الفئة الوحيدة (الناجية) التي تنشد (زوراً وبهتاناً) تطبيق البريء منها في هذا الزمان الأغبر!! وأن هذه الفئة هي (حصراً) و(حكراً) أو بالأصح (فكراً) هم أهل الجنة (فقط) والعياذ بالله، مع أن المتأمل في هذه المحاولة الفاشلة لاغتيال الأمير محمد بن نايف إذا ما اتخذناها نموذجاً لسلوكياتهم وأخلاقهم وممارساتهم تكشف لكل ذي بصيرة بل وحتى لذي نصف البصيرة بُعدهم الشاسع عن أخلاق الإسلام؛ وذلك لأن الحادثة تكشف الآتي:
* أولاً: (الكذب) كسلوك معتمد لدى هذه الفئة؛ لأن الإرهابي (النافق) - الشهيد عندهم - قد كذب على الأمير محمد بأنه آت لتسليم نفسه، وقد حنث بذلك، والمسلم لا يكذب.
* ثانياً: (الغدر) كسلوك ثانٍ لأنه كان يعرف أن الأمير محمد يستأمن من أراد التسليم كما فعل مع رفاقه السابقين الذين سلموا أنفسهم للأمير ولقوا منه كل ترحيب ومعاملة إنسانية راقية لا تتعلق (بالمطلوب) فقط بل تشمل حتى أسرته، ولكن الإرهابي إياه (غدر) بالأمير، و(المسلم لا يغدر).
* ثالثاً: (الخيانة) كسلوك ثالث، ونعني بذلك خيانة الوطن وتدمير منشآته ونسف مكتسبات المواطن، و(المسلم لا يخون).
* رابعاً: (ارتكاب المحرمات) كسلوك رابع، ونعني بذلك قتل النفس التي حرم الله قتلها؛ إذ لا سمح الله لو أن العملية حققت هدفها الدنيء فتصوروا كم نفس بريئة كانت ستُقتل بغير حق من مواطنين! و(المسلم لا يرتكب المحرمات).
* خامساً: (استخدام وسائل الكفار) كسلوك خامس (موارب)، ونعني بذلك استخدام الإرهابي ما صنعه الكفار من مفجرات وأسلاك وتلغيم ذاتي، وهذا يتعارض مع ادعاء هذه الفئة محاربة الكفار ومقاطعة منتجاتهم، فكيف الأمر إذا ما علمنا أن الإرهابي إياه قد استخدم (أسلوب الصهاينة) في قتل المسلمين في فلسطين عن طريق التفجير عن بُعد وعن طريق الهاتف النقال، تلك الطريقة القذرة التي أودت بحياة العديد من المناضلين الفلسطينيين، وهنا نقول - حسب زعم تلك الفئة - إن المسلم لا يُقلّد الكفار ولا يستخدم أساليبهم الغادرة لقتل المسلمين.
* سادساً: (الانتحار) كسلوك سادس مع أنهم يعرفون أن (المنتحر في النار) والمسلم (الحقيقي) الذي يبغي الجنة لا يُلقي بنفسه في النار.
* * *
يبقى القول أخيراً إننا نهنئ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف على سلامته وسلامة أسرته الكريمة وسلامة كل رجال الأمن البواسل وسلامة هذا الوطن العزيز، ونضرع إلى الله العلي القدير أن يحفظ هذه البلاد الطاهرة ومواطنيها الكرام من كل شر ومكروه، ورد الله كيد كل كائد لكل ذرة رمل طاهرة فيها إلى نحره، إنه سميع مُجيب.