من حكم مدرسة رمضان أن آيات الله العظيمة أُنزلت فيه، فحيث الصوم لله تعالى فإذن كل جارحة تلتزم التزاماً لا يتيح لها أن تكون خارج مدار التأمّل، والتفكّر، والإصغاء، والتعرّف، والاستزادة، والنهل، والتعلّم، والأخذ، والاتعاظ، والخوف، والرجاء، والفرحة، والخشية، والتوكل، والثقة، والتقرّب، والطاعة، والخضوع، والتحلّل، والتجرّد، والامتثال،.. القرآن الكريم هو هذا الكتاب العظيم الذي يجد فيه من يتلوه كل ذلك، تخفق له وجفات الخشية والخشوع والخوف والرجاء، وتمتثل لمعارفه وتعليمه كل ناطقة في الإنسان بحركة أو حس، أو إدراك،.. أيام هذه المدرسة فرصة أبنائي لأن تلازموا القرآن فلا ترطب ألسنتكم وشفاهكم وجنانكم بغير مائه العذب، ولا تسكن نفوسكم وتأمن أرواحكم إلا بما وعد الله تعالى عباده المؤمنين وأنتم إن شاء الله منهم من الرحمة والمغفرة والعتق من النار، ولا تنير قلوبكم بغير ما يضخه فيكم من أشعته وأضوائه،..لازموه لأنه ما أنزل ليهجر، ولا لزم لينكر، فهو شاهد أسأل الله أن يجعلكم بشهادته ورفقته ونوره من الذين يتوّجون يوم الجمع والسؤال بنوره ويستحقون ظل الله الذي لا ظل يومئذ إلا ظله..تأملوه لتفطنوا، وتدارسوه لتقووا، وتعلموه لتستنيروا، ورافقوه لتأمنوا..