Al Jazirah NewsPaper Sunday  30/08/2009 G Issue 13485
الأحد 09 رمضان 1430   العدد  13485
دوري زين وسباق التتابع
عبدالعزيز الوطبان

 

يُخيّل لمن تابع المحطتين الأوليين من دوري زين للمحترفين، واستمع لبعض التصريحات أننا في ميدان ألعاب قوى، وتحديداً سباق تتابع!.. فكأني برئيس نادي القادسية قد ابتدأ هذا السباق، ثم سلّم عصا التتابع لرئيس نادي نجران.

تصريحان مسيئان ليس لهما فحسب، بل لكل منتم لهذين الناديين، وإلا فكيف يرضى جماهير وأعضاء شرف هذين الناديين أن يتولى المسؤولية وزمام الأمور من هما بهذا الفكر وهذه الرؤية والخيال الخصب في تخيّل أشياء لم تقع؟!! بل على العكس، فقد ثبت أن التحكيم الذي اتهماه بأنه كان سبباً في هزيمة فريقيهما، أنه كان في صفهما، فقد حُرم الهلال وفي مباراته الأولى من ثلاث ضربات جزاء، أقرّ رئيس لجنة الحكام بإحداها فيما وضَّح المحلّلون الأخطاء الأخرى التي تضرَّر منها الهلال، بخلاف الأكواع ومحاولة إضاعة الوقت التي دأبت الفرق الصغيرة في سلكهما للحد من تفوق الهلال! وأما مباراة الهلال ونجران، فقد بالغ رئيس نجران في ردة فعله، وتجاوز المعقول، وبرأيي الشخص فقد تجاوز الخطوط الحمراء وتحدث بأمور ما كان يجب أن يتحدث بها، وخصوصاً أنها تمس لحمة ووحَدة الوطن. فقد زعم أن الجماهير الهلالية قد هتفت بهتافات عنصرية وأنه لا يريد ذكرها، ومع ذلك ذكرها، وما ذلك إلا دليل على عدم وعيه بما يقول وخطورة ما تفوه به! فرئيس نجران، يبدو أنه لم يفرق بين عصا التتابع، وبين إشعال الفتنة.. وليته يتمعن قول الله تعالى: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}

فأعتقد أن جمهور الهلال بريء مما قاله هذا الرئيس المتشنِّج، بشهادة رئيس لجنة الحكام، ومن حضر المباراة، وكونه سمع أحد المشجعين قد قال كلمة طائشة، لا يعني ذلك تعميمها، ثم ذكرها في وسائل الإعلام، وكأنها أصبحت ظاهرة!

فليته يدرك خطورة ذلك، وخصوصاً أن هناك من سيتلقّف هذه الكلمة وهذه الكذبة، وسيبلغ بها لآفاق؛ فرحاً وحسداً أن يرى وطننا وقد دبَّت الفرقة فيه من باب الرياضة والذي يفترض أن يجمع لا أن يفرِّق!

ويبدو أن رئيس نجران مصلح آل مسلم أراد أن يكسب تعاطف الإعلام، وأن ينسيهم كارثة الخسارة المذلة والمهينة، فوقع في المحظور..

فيا حضرة الرئيس، وطننا أغلى من أوهامك، ووحَدتنا لامُساومة عليها.

إذا أردت كسب مزيد من الأصوات المتعاطفة، فابتعد عن الوحدة واللحمة وإياك و(أدلجة) الرياضة ونفث هذه الأوهام في جسد الوطن الواحد! وابحث عن أمور أخرى بعيدة عن تفريق شملنا، وحتى لو ادّعيت أن الحكم هو السبب الرئيس، فستظل وجهة نظر نحترمها، لكن الوطن وتفرقة أبناء الوطن، فلا وألف لا..

وجمهور الهلال وكما هي جماهير الفرق الأخرى يعرف معنى الوطنية الحقة، وحق كل مواطن، وإن خرج على النص واحد أو اثنان، فلا يمكن أن نوقع المسؤولية على الجميع أو أن نعمم التهمة على الكل.. لذا أرجو أن يضرب بيد من حديد على كل من حاول تغيير سير مسابقاتنا، ورياضتنا، وإخراجها عن الأطر المحددة؛ لكسب منفعة مؤقتة، أو لتبرير فشل ذريع.. فالهدف من الرياضة والمسابقات في وطننا الغالي هو تشجيع الشباب على التنافس الشريف، وحفظهم وحفظ أوقاتهم، لا أن نشجعهم على التناحر والتشاحن والفرقة وبث الفتن..

حال الهلال

عندما أتأمل حال الهلال مع بعض المحسوبين على الرياضة، يقفز إلى ذهني قول الشاعر:

يا أيها الناطح جبلاً لتوهنه

أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل

فالهلال قد أقضَّ مضاجعهم، وأرّقهم، وفي كل مرة يحاولون إعاقته يزداد قوة وعنفوانا..

توالت ضرباتهم ومؤامراتهم وتوالت بطولات الهلال، حتى إن العلاقة باتت علاقة طردية بين بطولات الهلال وأكاذيبهم، فكلما زادت أكاذيبهم زادت بطولات الهلال....

فمن هذه الزاوية وعبر هذه المؤسسة الإعلامية الرائدة، ومن خلال هذا الشهر الفضيل شهر الخير والتسامح وشهر الجود؛ أدعو هؤلاء أن يشفقوا على حالهم، وأن يتفرّغوا لما يخصّهم، وأن يوقنوا ويدركوا أن الهلال إمبراطورية ضخمة مهما تاخمها من دويلات صغيرة، فلن تؤثّر فيه، بل لن يأبه ويشعر بها..

وفروا أقلامكم وألسنتكم وتدابيركم ومشاعلكم، وقبل ذلك جهدكم ووقتكم لما فيه خيركم ونفعكم..

وعاد الهلال..

تعاقب على الهلال مجموعة من المدربين قضت طرقهم الفنية على المتعة الهلالية. فالفريق الهلالي قد جُبل على الهجوم ولا غير الهجوم، وعندما تخرجه من ردائه، لتدخله في رداء آخر، يلين ويضعف، حتى ولو حقق بطولات..

فباكيتا وكوزمين حاولا أن يرسخا مفهوماً مغلوطاً، باسم الكرة الحديثة، ففقد الهلال متعته وجاذبيته، وقبل ذلك هيبته الهجومية..

ولا شك أن العين الخبيرة لمسيري نادي الهلال، شخّصت الحال الهلالي، وبعد استقراء لتاريخه ؛ توصلت إلى المدرب المناسب وهو السيد جريتس.. فظهر الهلال مع مدربه الجديد، رغم أننا في بداية الموسم والحكم فيه ضرب من التسرّع والعجلة، إلا أن المستوى الذي قدّمه الهلال وطريقة اللعب أبهرت المتابعين وخصوصاً في اللقاء الثاني مع فريق نجران، بالفعل منذ زمن ولم نر الفريق الهلالي بهذا المستوى المتميز.

فقد أطرب الهلال جمهوره ومتابعيه بعزفه تلك السيمفونية الرائعة، فكما أن السيمفونية يختلف كل جزء منها عن الآخر في سرعته وقالبه وطابعه العام؛ فيتسبب هذا التنوع في إثراء التعبير الموسيقي، فكذلك الهلال، بسرعة أدائه وطريقة اللمسة الواحدة، وتنوّع نقل الكرة، وسيل الفرص المهيأة للتسجيل، أتاح هذه التنوّع أن يبدع الهلال وأن يمتع..

وكل عام وأنتم بخير..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد