جميع الأندية لها جماهير ومشجعون، وكل الأندية لها محبون وعشاق، والكثير من الأندية لها إنجازات وبطولات تتغنى بها جماهيرها، ومعظم الأندية تمتلك لاعبين نجوم بنظر محبيها، وقليل من الأندية لها جماهير في كل مناطق المملكة وهي ما تسمى بالأندية الكبيرة بالأكثر جماهيرية، وكل هذه المزايا والصفات موجودة تقريباً عند الأندية الكبيرة، وهناك اختلاف واحد يجعل ناديا الهلال والأهلي يختلفان عن البقية وهو ارتباط مشجعيهما بناديهما فقط بمعنى أنك لا تشاهدهم إلا بمباريات فريقهما فقط.
وبالنسبة للجماهير الهلالية فهي تتميز عن غيرها بأنها الأكثر شعبية في المملكة بالأرقام أولا والملاعب ثانياً والمنصفين ثالثاً ولست هنا بصدد إثبات ذلك فقد أثبتتها الوقائع المشاهدة والأحداث المتتالية وهذا يكفي.
وحقيقة يعتبر المدرج الهلالي صورة مشرفة للتشجيع الحضاري رغم محاولة إلصاق بعض التصرفات الفردية غير المسؤولة به!! فهو حاضر في تشجيعه أينما حل أو لعب فريقه، وراق بانتقاده لأي خطأ يقع في ناديه، وحضاري حتى باعتراضه لكل أمر يمس فريقه أو لاعبيه من قرارات كثيراً ما كانت مجحفة، ولذا تجد الجماهير الهلالية مشغولة دائماً بشؤون فريقها فقط تناقش أحواله بكل هدوء وتطرح قضاياه بتعقل سواء في مجالسهم أو في منتدياتهم وأكبر دليل على ذلك لا تجد في المنتديات الهلالية في الإنترنت ولو موضوعاً واحداً يتحدث عن أي ناد من الأندية الأخرى عكس بعض المنتديات التي تجد نصف مواضيعها تتحدث بسوء عن الهلال ولاعبيه وهذا سبب تخلفهم وتأخرهم وهو ما يبحث عنه مسؤولو أنديتهم أن ينشغلوا بالآخرين عن مناقشة أوضاع أنديتهم!!.
لذا كلا الطرفين محظوظ بالآخر فالهلال محظوظ بجماهيره الكثيفة المؤثرة والجماهير الهلالية محظوظة بفريقها الذي يملأ العين لأنه زعيم البطولات وسيد الإنجازات ومصدر النجوم الذين يمتلكون جميع المواصفات من أخلاق وفن ومهارات.
وتتفوق الجماهير الهلالية على غيرها بقوة صوتها وتأثيرها في صناعة القرار داخل ناديها وما أدل على ذلك عندما استطاعت بضغطها المباشر وغير المباشر وتأثيرها على صناع القرار في نادي الهلال والشركة الراعية على تجديد عقد الشراكة بينهما العام الماضي وهذا ما صرح به الرئيس التنفيذي للشركة في المؤتمر الصحفي بعد توقيع العقد الجديد بين الهلال والشركة عندما قال: (أشكر الجماهير الهلالية لأنها ساعدتنا كثيراً في تجديد شراكتنا مع ناد كبير مثل الهلال)، وكذلك ما حدث بعد كثرة ملاحظات وشكاوي الجماهير الهلالية على شبكة ART صدر بيان رسمي من سمو رئيس نادي الهلال ونائبه وبسبب كثرة رسائل الجماهير الهلالية بشأن قناة ART الزعيم بأن النادي لن يجدد عقد القناة إلا بعد تلافي الأخطاء المتعمدة وغير المتعمدة بحق الهلال وجماهيره في قناتهم وبشروط هلالية جديدة!! الذي أجبر مسؤولي شبكة ART على إصدار بيان بالاعتراف بالخطأ والعمل على تلافيه، وهو ما اعترف به صراحة وليد الفراج في مقابلة سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد بأنه ليس من مصلحة أي وسيلة إعلامية أن تخسر جماهير بكثافة الجماهير الهلالية!!.
ورغم تميز الجماهير الهلالية بكل هذه المزايا والصفات الجميلة إلا أن هناك مأخذ وحيد عليها وهو عدم التفاعل مع جهود الإدارة بالحضور المكثف للمباريات وخصوصاً في مدينة الرياض رغم نداءات سمو رئيس النادي المتكررة عبر وسائل الإعلام المختلفة وقد تحدث بذلك الكابتن الكبير محمد الدعيع وعدم حضور جمهور الهلال المعتاد للمباريات في الرياض رغم أن الإدارة وبكل إنصاف لم تقصر لا في الموسم الماضي ولا في هذا الموسم في تجهيز الفريق لخوض جميع المنافسات.
في أول جولتين في دوري زين للمحترفين هذا العام حضرت الجماهير الهلالية بشكل جيد وقد عانت كالعادة من سوء تنظيم الدخول لملعب أستاذ الأمير فيصل بن فهد ولديها ملاحظات يجب على الإدارة الهلالية الأخذ بها والتفاعل معها سريعا لكي يعود وهج مدرجات زعيم نصف الكرة الأرضية كما كان.
أولها التباعد بين الإدارة والجمهور والذي صنعته الإدارة نفسها!! وخصوصاً أنه لم يكن موجود بالسابق وحقيقة كل متابع قريب من البيت الهلالي يلاحظ الفجوة بين الإدارة والجماهير ويكفي دليلاً على ذلك ما يعانيه الجمهور الهلالي من رجال الأمن بالنادي من سوء تعامل وفرض حصار مشدد يمنع التقاء الجماهير بسمو رئيس النادي ونائبه وكذلك اللاعبين!! وعدم تجاوب الإدارة بمعالجة هذا الأمر رغم الشكاوي والنداءات المتكررة بالمنتديات الهلالية!! فلا يكفي أن تضع بريداً إلكترونياً وتطلب من الجماهير التواصل عن طريقه بالمقابل لا تستجيب لمطالبها أو تعمل على حل مشاكلها.
أيضاً من مشكلات الجماهير الهلالية وهو من أهم أسباب عزوف الكثير من الجمهور عن حضور المباريات هو المعاملة غير اللائقة التي تصل أحياناً لحد القسوة من أمن الملعب ضد الجمهور وبخاصة الجمهور الهلالي في الملاعب التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب وتحديداً ملاعب مدينة الرياض!! وهذه المشكلة عامة تعاني منها جماهير كل الأندية حتى في مباريات المنتخب!!... ولكن ما يحدث للجماهير الهلالية أكبر بكثير مما يحدث لغيرها من الجماهير!! نعم قد تحدث تصرفات فردية طائشة ولكن يفترض ألا يتعاملوا أبداً بتلك الغلظة مع جماهير أغلب فئاتها العمرية صغير.
وكذلك من ملاحظات الجماهير عدم قيام مجلس الجمهور الهلالي بدوره كما ينبغي في المباريات العام الماضي رغم الجهود التي يبذلها مشكورين أعضاء شرف النادي وتبرعهم الدائم بمصاريف الرابطة وغيرها. ولابد من الإدارة الهلالية الاهتمام بهذا الموضوع كثيرا نظراً لأهمية دور الرابطة في مساندة الفريق وتنظيم الجماهير والوقوف معهم وحمايتهم والعمل على الحد من بعض تصرفاتهم التي تضر بالفريق بشكل عام.
في الختام هذه بعض ملاحظات الجماهير الهلالية ويجب على الإدارة الاعتراف أن لديها جمهور تتمناه كل الأندية وأن تفاخر به فهو عاشق ومتعلق بالكيان فقط لم يثر يوماً من الأيام عند أسوار النادي شغباً، ولم يجعل يوماً من الأيام جدران النادي مسرحاً للاعتراض على أحوال ناديه، ولم يكون يوماً من الأيام فوضوياً في مسرح النادي من أجل أن يؤيد ويساند عضواً على عضو آخر، وأخيراً لم يكن يوماً من الأيام سلبياً ليس له في شؤون ناديه رأي لذا لابد من الاقتراب منه والجلوس معه والاستماع إليه.
نقاط سريعة
* عيب بملء أفواهنا نقولها لما حدث من تطاول الصغار على شخصية بقيمة وقامة رئيس هيئة أعضاء شرف الاتحاد الأستاذ طلعت لامي المكلف من قبل سمو الرئيس العام ويجب على الرئاسة العامة والإدارة الاتحادية الوقوف بقوة بوجه هؤلاء الصغار!!.
* يجب على الجماهير الغاضبة من قرار لجنة الاحتراف بعدم تسجيل لاعب الظهير الأيمن عدم الاستعجال لأن موضة الاستثناءات تعمل بشكل جيد هذه الأيام ولعيون الأصفرين يهون كل شيء!!.
* حتى كلب جريتس أفردوا له مقالات!!! فعلاً أصحاب العقول براحة.
* من فوائد رمضان قوله صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشراب) رواه البخاري.
Suliman2002s@hotmail.com