منذ أعوام ونحن (نتابع) في شهر رمضان مسلسلات محلية يغلب عليها الطابع الكوميدي رغبةً من معدي هذه المسلسلات ومن المحطات التي تقدّمها في الترويح عن القلوب من خلال نقد بعض المظاهر الاجتماعية، غير أن الملاحظ أن هذه المسلسلات ظلت تسير على وتيرة واحدة يغلب عليها طابع الممثلين الرئيسيين الذين تقمصوا شخصيات يفترض أنهم استمدوها من عينة في المجتمع نفسه.

لكن ما مدى نجاح هذه المسلسلات في الوصول إلى درجة الإتقان وتلمس المشكلات الحقيقية في المجتمع؟

من وجهة نظري أن المسلسلات يغلب عليها طابع الإسفاف والتهريج واستخدام ألفاظ يُفترض أنها لا تستخدم خاصة في مثل هذا الشهر من اللعن والشتم متسببة في إشاعتها على ألسنة الأطفال الذين يشاهدونهم مع أسرهم، وكذلك الإكثار من الحركات بهدف الإضحاك؛ مما يعني أنها لا تقدم ما يفيد المشاهد أصلاً، بل حتى إنها في أحيان قليلة تنتزع ضحكة صادقة من مشاهديها، وهذا يدلّل على عدم جدية منفذي هذه المسلسلات في تحقيق الهدف من العمل الفني.

وعند مقارنتها بأعمال تنتج وتقدّم في دول عربية أخرى نجد البون شاسعاً في كل العناصر التي يتكون منها العمل الفني، فهناك أعمال نشاهد فيها تكاملاً في كل الجوانب، كما لا نجد فيها تفرّداً في العمل الفني من ممثل أو اثنين، بل إن المجموعة بأكملها هي التي تصيغه وتنحو به نحو النجاح.

سؤال: لماذا لم تستطع مجموعة الممثلين السعوديين حتى الآن إيجاد عمل مقنع وتقديم فن راق بعيد عن الإسفاف والتهريج والأسماء التي تشكِّل المحور؟!