مع التأكيد على فداحة الجرم الإرهابي الذي تعرض له الشعب العراقي الشقيق في الأسبوع الماضي، الذي أصبح يشار إليه بتفجير الصالحية كونه تم في محلة الصالحية التي تضم مباني وزارة الخارجية، إذ تسبب في سقوط عديد من الضحايا من الأبرياء العراقيين الذين أصبحوا وقوداً لجرائم الإرهاب دون ذنب اقترفوه، ولم يكونوا مشاركين فيما يجري في العراق من مناورات سياسية وتفاعلات طائفية سوى أنهم عراقيون أبناء هذا البلد الذي ابتلي أولاً بالاحتلال ثم باستوطان جماعة الإرهاب من فرق استخبارية وميليشيات طائفية وجماعات سياسية لا تعمل إلا من أجل مصالح وقتية آنية ذاتية لا علاقة لها لمصلحة العراقيين وأمنهم وسلامتهم.
مع تأكيد الثمن الباهظ والعدد الكبير الذين قتلوا في حادث الصالحية إلا أن استغلال الحادث وتوظيفه سياسياً من أجل فرض شروط على الدول المجاورة، بدلاً من معالجة أسباب الأعمال الإرهابية وزيادتها؛ فالابتعاد عن تنفيذ وتطبيق المصالحة الوطنية تطبيقاً لا يستثني أحداً ولا يقصي أحدا هو الذي سيؤذي العراقيين أكثر؛ لأن الارتهان إلى بنود وفقرات وضعها المحتل لإبعاد فئة من العراقيين وإغلاق أبواب المشاركة السياسية هو الذي يوسع دائرة العنف والإرهاب والعراق الحديث وإن أراد العودة إلى عافيته فيحتاج إلى مساهمة كل أبنائه دون إقصاء أو إبعاد، وأن لا يشارك الغرباء سواء المحتلين أم غيرهم الذين يرون إبعاد العراق عن محيطه العربي؛ لذلك فإن هذه الجماعات المرتبطة بالمحتلين وجيوبهم يجدون في الأعمال الإرهابية فرصة لتعميق الخلاف والشقاق بين أبناء البلد الواحد بل وزيادة شقة الاختلاف بين العراق وجيرانه من الدول العربية التي لها وجهة نظر سياسية تختلف عن نظرة الجماعات الحاكمة في العراق نتيجة تباين المواقف من الاحتلال ومبدأ احتلال العراق أو أي قطر عربي آخر.