الجزائر - محمود أبو بكر:
أثارت الهجمات الأخيرة التي نفذها ما يسمى بتنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) في الجزائر ومنطقة الساحل، اهتمام المراقبين الأمنيين والسياسيين خاصة وأن التنظيم - كما يبدو- قد حرص على تنفيذ العمليات الأخيرة خارج معاقله التقليدية (بشرقي العاصمة الجزائرية) حيث اعتاد التحرك في تلك المناطق التي سميت (بمثلث الموت).
النشاط الجديد للتنظيم خارج تلك (المحاور) قد يكون نتيجة تعرضه لعمليات تمشيط أمني واسع تشنها قوات الأمن في معاقله السابقة وبالتالي اضطرته للفرار لمناطق جديدة، واعتماد إستراتيجية مختلفة حسبما يرى (حميد يسن) المحرر الأمني لصحيفة (الخبر الجزائرية)، الذي يعتقد أن (تركز هجمات القاعدة - مؤخراً- في مناطق كانت تبدو آمنة كمنطقتي تيبازة وبرج بوعريريج، يأتي نتيجة تعرضها لضربات موجعة من قبل قوات الأمن في مناطقها التقليدية، وهي محاولة لفك الحصار الأمني المضروب عليها هناك) ويرى يسين (أن تلك التكتيكات تسعى إلى كسب المعركة الإعلامية والدعائية أكثر منها تشكيل مناطق ومعاقل جديدة تكون موطأً بديلاً للمحاور السابقة).
واستطلعت (الجزيرة) آراء مصدر أمني قريب من قوات الأمن، فأكد (أن العمليات التي عرفتها الجزائر مؤخراً تأتي في إطار توجه جديد للتنظيم الإرهابي الذي يقوده عبد المؤمن درودكال) كاشفا عن (أن التنظيم قد جدد هيكله وألغى نظامه السابق والقائم على تسع مناطق جغرافية تمثل كل واحدة منها إمارة يشرف عليها أمير ميداني)، موضحاً أن هذا النظام (استبدل بنظام مبسط يتشكل من أربع مناطق).. وهو حسب محدثنا (مؤشر عن النزيف الداخلي الذي تعرض له التنظيم من جهة كوادره وقواه البشرية من جهة ومن الاختراقات الأمنية التي تعرض له هيكله التنظيم من الجهة الأخرى) مما اضطره إلى إعادة تصميم خلاياه - حسب ذات المتحدث الذي فضل عدم الكشف عن اسمه. وفيما يتعلق بتخلي التنظيم عن أسلوب الهجمات الانتحارية الذي اعتمد عليه سابقاً يرى ذات المصدر (أن تلك الطريقة قد جرت على التنظيم خسائر كبيرة وكشفته أمام أنصاره) فضلاً عن أن تنفيذ مثل تلك العمليات قد أضحى بعيد المنال لا سيما بعد الخطة الأمنية التي كشفت عنها الحكومة بعد تفجيرات الحادي عشر من ديسمبر 2007 التي استهدفت قصر الحكومة ومقراً تابعاً للأمم المتحدة وأسفرت عن مقتل 41 شخصاً على الأقل.
وأضاف المصدر (أن العمليات الانتحارية التي يقتل فيها عشرات المدنيين أثبتت أنها مضرة بصورة القاعدة عند الجمهور. فهناك عدة فتاوى لمشايخ يحظون باحترام ومصداقية صدرت لتحريم العمليات الانتحارية).
ويشير المتحدث إلى الزيارات التي قام بها عدد من العلماء للجزائر وأبدوا موقفهم من تلك العمليات الإرهابية والتي زادت من عزلة الإرهابيين وإسقاط ذرائعهم.