ذهل مجتمعنا السعودي الأبي وصدم بكافة شرائحه ومختلف أطيافه عند سماع نبأ المحاولة البائسة الحقيرة والعملية الإجرامية الفاشلة الدنيئة التي نفذها أحد عناصر الظلال، وأحد من أولئك الذين تجردوا من كل القيم النبيلة، فسولت له نفسه وفكره الضال أن يقابل الإحسان والتسامح والإنسانية باللؤم والحقد والضغينة عندما حاول مدحوراً اغتيال رمز شامخ من رموز الأمن في بلد الأمن في ليلة فضيلة من ليالي رمضان المبارك.
لم يكن الذهول والصدمة من هذا الفعل الآثم المشين الذي اقترفه هذا المارد، لأن أبناء المجتمع ولله الحمد والمنة باتوا على علم ودراية بأهداف هذه الفئة الضالة ويعرفون مقاصدها ونواياها الخبيثة ومعتقداتها الفاسدة التي لا تفرق بين الحق والباطل، يدركون تمام الإدراك أن كل شي وارد في حساباتهم وقواميسهم فلا غرابة أن يصدر منهم أي فعل مهما كان نوعه، وإنما كان الذهول كل الذهول والصدمة الكبرى في اختيار شخصية المستهدف من هذا العمل الإجرامي الذي لا يمت للإسلام بصلة، نعم كان الذهول لأن المستهدف هو الأمير الخلوق، صاحب الابتسامة، واللباقة، والوجه البشوش، الأمير المحبوب، محمد بن نايف، محمد الإنسان، محمد القائد، محمد المتسامح.
وكلنا يعلم أن الأمير محمد بن نايف فتح قلبه قبل بيته، وصدره قبل مكتبه، ومد يد العطف والحنان لكل من يتراجع عن أفكاره الهدامة ويعود إلى طريق الصواب ليس ذلك وحسب وإنما سعى إلى معالجة هذا الملف الشائك بكل ثقة واقتدار من خلال فكر ناضج وعقل راجح ورؤية محنكة متقنة وبصيرة ثاقبة، ونهج من أجل ذلك إستراتيجية علمية حديثة استطاع من خلالها أن يعيد الكثير والكثير إلى رشدهم، وأن يصحح بعضاً من المفاهيم المغلوطة لدى كثير من شبابنا العائدين، بل امتدت إنسانيته إلى مساعدة بعضهم على الزواج والتكفل بكل ما يحتاجون إليه، وعمل على صرف الرواتب لهم ولأسرهم ومشاركتهم أفراحهم ومناسباتهم بما عرف عنه من تواضع جم وخلق رفيع ولا غرابة في ذلك فهو الكريم ابن الكرام. إلا أن الفئة الضالة لا تعترف بهذه القيم فقلد أضلها الشيطان وأعمى بصائرها فعملت بكل ما أوتيت من قوة على ترويع الآمنين وزعزعة الأمن ونشر الخوف بين الناس بل سعت إلى إلحاق الضرر باقتصاد الوطن والعبث بمقدراته ومكتسباته من خلال محاولات وأعمال تخريبية فاشلة، إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل الذريع ولله الحمد والمنة، لأن أبناء الشعب السعودي الكريم حكاماً ورعية كانوا لهم بالمرصاد مما جعلهم في حيرة من أمرهم فلقد أذهلهم وفاجأهم تلك اللحمة والتكاتف العظيم الذي يتمتع به أبناء الوطن مما أوقد الغيرة في نفوسهم.
فحمداً لله ثم حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه أن أنجى أبا نايف وأبقاه لمحبيه، وأن سلمه لوطنه الذي ضحى بكل غال ونفيس من أجله، ولمليكه حامي حمى العقيدة، ولولي عهد هذه البلاد الطاهرة، وللنائب الثاني وأب الجميع رجل الأمن الأول، وعينه الساهرة، ولكل محبيه ممن يعيش على ثرى هذه البلاد الطاهرة ممن يبادلونه وداً بود، ونحمد الله جل في علاه أن رد كيد الفاجر في نحره، وجعل تدبيره في تدميره. إن هذا العمل الإجرامي الذي يتنافي مع كل الأديان، ويتعارض مع جميع الأعراف والتقاليد ممن خرجوا عن جماعة المسلمين، واستذلهم أولياء الشيطان واستعبدوهم، وتقاذفتهم أيدي الغدر والخيانة، واجتهد دعاة الشر والباطل في غسل أدمغتهم فأضلوهم عن جادة الصواب وغرسوا الحقد والكره في نفوسهم، لم يزد سمو الأمير إلا صموداً وإباء وعزماً على المسير قدماً في مواصلة الحرب على الإرهاب وأهله، وسيظل بحول الله وقوته سهماً حارقاً في صدور خفافيش الظلام وشوكة شائكة في نحور أرباب الفكر الضال، وسيبقى كما عهدناه علماً شامخاً يرفرف فوق هامات السحاب، وركيزة متينة لمضلة الأمن التي نستظل تحت ظلالها، سلاحه الإيمان بالله، وحب الخير للناس، والإحسان إلى المحسن، ونعاهد الله ثم نعاهد سموه بأننا معه وبه في ميدان الشرف، وفي خندق العزة والكرامة صفاً واحداً نؤازره ونشد من عضده. ومن هذا المنبر نجدد الولاء والطاعة عاقدين العزم على أن نسير معه في محاربة كل من يحاول تعكير صفو الأمن، وأن نكون عوناً له في اجتثاث رموز الفتنة فامض بنا يا رعاك الله فنحن جنودك المخلصون فوق كل أرض وتحت كل سماء في غير معصية الله فأنت نعم القائد، ونعم الفارس، ونعم المخطط، بل ونعم المقدام فأنت الشجاع ابن الشجاع شجاعة لا يضاهيها شجاعة وإقدام لا يعدله إقدام وما حديثك لخادم الحرمين الشريفين مليكنا المفدى يحفظه الله إلا رسالة واضحة للمعتدين الضالين بأننا عاقدو العزم على كسر شوكتهم وكبتهم في جحورهم سلاحنا في ذلك إيماننا بالله عز وجل وتمسكنا بعقيدتنا الغراء واتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وحبنا وولائنا لمليكنا ووطننا.
وما زيارة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله عقب الحادثة مباشرة لسمو الأمير محمد إلا تجسيد للتلاحم بين أبناء البلاد حكاماً ومسؤولين ورعية، وهي ليست بمستغربة من ملك الإنسانية، رجل الوفاء، فقد أعطت علامات بارزة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد بأننا جميعاً نملك من الوعي والإدراك والثقافة والعلم ما يجعلنا نقف صفاً واحداً ضد أي تيار مناوئ أو فكر بذيء يتستر بثوب الدين ويتخذ منه صبغة لتحقيق أهدافه والوصول إلى مآربه، ويحاول أن يغزي عقول أبنائنا بأفكار سافرة ونظريات هدامة ومعتقدات باطلة.
لقد كانت كلمات الوالد القائد مولاي خادم الحرمين الشريفين وسام فخر وتاج عز ونيشان كرامة ليس لسمو الأمير وحده فحسب وإنما يشاركه فيها جميع إخوانه وأبنائه رجال الأمن البواسل كافة فكانت محفزاً لهم ودافعاً لبذل الروح فداء للدين ثم المليك والوطن، ولعمري أن هذا هو الجهاد الحقيقي.
وما لمسناه من شجب واستنكار لهذا الفعل الآثم من كل أبناء المجتمع السعودي ومن المقيمين على أرض بلاد الحرمين الشريفين وما تناقلته وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، وكذا المنتديات على الشبكات العنكبوتية إلا مصداقية لما يكنونه لشخص الأمير محمد بن نايف من محبة وود واحترام وصدق بالمشاعر وطيب في النوايا، وما تلقته القيادة الحكيمة من اتصالات وبرقيات تشجب وتستنكر هذا الفعل المشين إلا مؤشر لما يحظى به سموه الكريم من تقدير رفيع ومكانة عالية ليست على المستوى المحلي فقط وإنما على المستويين الإقليمي والدولي.
ومما لاشك فيه أن العملية الاستباقية الأخيرة قد كان لها أثرها البالغ حيث قصمت ظهر العدو وشلت فكره وحراكه، وكانت مدمرة لأهل الشر والضلال وأعطت مؤشراً قوياً على إفلاس هذه الطغمة الكافرة، وهو ما حدا بهم إلى استغلال إنسانية وطيبة سموه الكريم ليكون مدخلاً لهم لتنفيذ مآربهم، إلا أن الله جل في علاه كان لهم بالمرصاد حيث لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فحمداً لله على سلامتك أبا نايف وأبقاك درعاً وسنداً لرعاة الأمن في عرين الأمن فأنت يا سيدي صمام الأمان وأنت الخصم والعدو اللدود لكل من تسول له نفسه الإضرار والإخلال بأمن وسكينة هذا الوطن الكبير وكل من يسير على ثراه فلقد كنت بطلا وستظل بطلا شجاعا بإذن الله تعالى، وختاماً نحمد الله الذي نجاك من كيد الكائدين ومكر الحاقدين.
*مدير الإدارة العامة للعلاقات والإعلام بالمديرية العامة للدفاع المدني المكلف