* العمل الإرهابي المؤسف، الذي وقع في مجلس الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية في داره بجدة مساء يوم الخميس الفارط، واستهدف شخص الأمير نفسه، هو بكافة المقاييس، عمل جبان وحقير، فالشخص الذي نفذ العملية الإرهابية، واحد من المطلوبين أمنياً. قيل إنه طلب مقابلة الأمير محمد لتسليم نفسه - كما جاء في البيان الرسمي - فهو إذن من زمرة الخلايا الإرهابية التي تستظل بأمن هذه البلاد، وترتع في خيراتها، ثم تنهش فيها ليل نهار، وهي التي تظهر الولاء زيفاً وكذباً، وتبطن العداء للدين والدولة والوطن، فهذه الشراذم التي تحتمي بشيوخ الفتنة داخل البلاد وخارجها، سوف تظل شوكة في خاصرة وطننا الكبير، وشعبنا الوفي لوطنه وقيادته، حتى نتمكن من استئصالها، ولن تُستأصل إلى الأبد؛ حتى نتعامل مع الإرهابيين من مكفرين ومفجرين وقتلة، على أنهم إرهابيون قتلة، وليسوا مغررا بهم، أو أنهم فئة ضالة فقط تُستهدى فتهتدي بعد مناصحة. من ولغ في دماء الأبرياء، واستهدف وطنه ودولته، وجب القصاص منه. كلهم غوى فهوى. وإرهاب الإرهابيين في البلاد، لن يتوقف، حتى يُقطع دابر الذين يفتون لهم، ويحمونهم، ويتعاطفون معهم، ويمولونهم، ويحرضونهم.. هذا واجبنا جميعاً في المستقبل. والواجب كذلك يتطلب، الإسراع في إصدار الأحكام القضائية على من هم بيد العدالة، وتنفيذ هذه الأحكام بشكل سريع وعلني. لقد وطّد الملك عبد العزيز رحمه الله، أمن هذه البلاد، وحصّن وحدتها، ثم فعل أبناؤه الملوك من بعده مثل ما فعل، بأن ضرب بيد من حديد على كل عابث وخارج على الدين والوطن والدولة، حتى لو تذرع بذرائع دينية، أو تستر بمبررات شرعية، لأن مصلحة الوحدة الوطنية وأمن المواطنين، فوق كل نزوة شخصية، أو لوثة عقلية، تأتي من مزايد، أو طامع، أو مغامر، أو مهووس، أو عميل لهذه الجماعة أو تلك.
* إني مندهش حقيقة، من استهداف الأمير الشاب، الذي ظل طوال سنوات خلت، وهو يقابل إساءات الطالبانيين والظلاميين والإرهابيين بالحسنى، متى ما أظهروا التوبة وحسن النية في زعمهم.. الأمير الذي يفتح مجلسه - بل قلبه قبل مجلسه - لكل من أراد أن يسلم نفسه، ممن بطش واعتدى وأرهب وأرعب وكفّر وفجّر، ومنهم من عاد من أرض العراق أو غوانتنامو، فلا يجد أحد منهم عنده، إلا الترحيب والتكريم وحفظ ماء الوجه، حتى أنه يجزل لهم ولأمثالهم العطايا والهدايا بعد العفو والصفح عنهم، فكم من واحد منهم حصل على منزل وسيارة ودار وزوجة أيضاً، حتى.. لربما استقر في أذهان مريضي النفوس منهم، أن في هذا الموقف ضعفاً من الدولة، أو خوفاً منهم، أو مكافأة لهم على أفعالهم المشينة..! سواء داخل الوطن أو خارجه، وما ظن بعض المرضى، أن الصفح والعفو، هو شيمة من شيم الكرام، ودلالة على القوة وليس الضعف، وأن العطاء هو للإصلاح وحفظ كرامة من وراء هذا وذاك منهم، من أب وأم وزوجة وأبناء وعشيرة وغيرهم.
* مؤلم جداً أن يقابل كل هذا الكرم وهذا العفو وهذا الصفح والتسامح، الذي تبديه الدولة تجاه من ضل وسفل من أبنائها، بهذا الغدر وهذه الخيانة.. واستهداف الأمير محمد بن نايف، مساعد وزير الداخلية، الذي يدير ملف الحرب على الإرهاب، عمل جبان حقاً، لكنه يحمل رسالة مفادها: أن سقوط خلية الـ(44) الإرهابية، ليس نهاية المطاف، وأن القاعدة وطالبان، تفرخان كل يوم، قنابل إرهابية موقوتة، وحتى نوقف هذا التفريخ الكريه، وجب أن نبدأ العمل من المسجد والمدرسة والجمعيات الخيرية. نحدد ونوجه رسالة المسجد، ونرشِّد خطبة الجمعة وما يلقى من خطب وعظية ودروس بعد كل فريضة، لأنها في العادة تخضع لوجهات نظر خاصة بأصحابها، ونصلح المناهج والمقررات، ونعد المعلمين وفق مصلحة الوطن وما ينتظره من أبنائه، ونؤطر العمل الخيري، حتى لا تذهب خيريتنا بعيداً عن فقراء البلد ومساكينه، أو تدفع ثمناً لمتفجرات وأسلحة توجه ضد بلدنا ومواطنيه.
* لقد لطف الله بالأمير محمد بن نايف، فارتد كيد الإرهابي إلى نحره، فانفجر إلى سبعين قطعة..! إرهابي فجّر نفسه، والمهمة أمام الأجهزة الأمنية وكل مواطن في هذا الوطن الجميل من اليوم فصاعداً، هي تفجير الإرهاب من جذوره..
* تعالوا نتعاهد لنتعاون مع كل رجل أمن في بلادنا، وكل صوت إصلاحي في هذه البلاد، لكي نصل إلى مكامن تفريخ الإرهابيين، فنكشفهم ونفضحهم، لكي نفجرهم من الداخل.
assahm@maktoob.com