أيها الأمير الكريم يعرفك جميع أبناء بلدك من خلال أفعالك لا أقوالك، فأنت قليل التصريح مستغنياً عن لسانك ببنانك، واكتفيت بهذا فكانت النتائج شاهد حال، لا تحتاج معها إلى تلميح في مقال، ودأب الناس يسدون إليك الشكر بعد أن غنموا من فعلك ما رأوه من خذلان لخلايا الإرهاب التي كانت غايتها القتل والدمار، وظلوا كذلك يسمعون بين الفينة والأخرى القبض على مجموعة ضالة أرادت اقتحام مبنى حكومي أو سوق شعبي، أو قتل عابري سبيل، أو ذميين معاهدين، وعرفوا يقيناً أن لك اليد الطولى في كسر شوكتهم، والحد من نزوتهم، ودرء أخطارهم، ورد أشرارهم، فحكم الناس من خلال ما نالوا واستحسنوا ما فعلت فأحبوك وما حالوا، واستمر هذا الترابط العجيب بينك وبين سكان المملكة قوياً متيناً دون ضجيج الإعلام أو روادف الكلام.
وهناك البعض من قاطني المملكة أتيح لهم معرفتك شخصياً بدرجات متفاوتة فأطلوا على سجاياك ولمسوا شيئاً من مزاياك، وذلك البعض رأى فيك تواضعاً جماً، وأدباً فائقاً، وحديثاً لائقاً، فأنت سهل المراس، لين العريكة، لطيف المعشر، ودوداً كريماً، تتلمس مكامن الخير، لتساعد محتاجا أو تساهم في علاج مريض، وعرفوا بعضا من توجهاتك العملية، فأدركوا أنك تقدم الثواب على العقاب، وتدفع بالتي هي أحسن، وتناصح لعل وعسى، وتمهل من أبى واستعصى، لا تتعجل إلا في الخير، ولا تتريث إلا في الشر، تحب من عاد إلى الصواب، وأدرك خطأه فأناب، فأحسنت الظن في كثير، وإن كان البعض منهم غير جدير، لكن سجية فعل الخير فيك غالبة فتتمسك بالأمل، دون ملل أو كلل.
من عرفك عن قرب علم أن النهج الذي سلكته في مكافحة الإرهاب أصبح مطلوباً في كثير من دول العالم المتقدمة وغير المتقدمة، تجربة أرادوا التعرف عليها ومن ثم الانتفاع بها، ولم تبخل عليهم، فكان لهم ما أرادوا واستفادوا وأفادوا، ومع هذا فلم تعلن ذلك أو تتباهى به، فكانت غايتك الإصلاح لمجتمعك والمجتمع الإنساني أجمع.
مع كل ما ذكر، ومع كل ما فعلت، أرادت يد الغدر في ليلة من ليالي رمضان أن تنال منك، ولم يردعها دين، ولم تثنها مروءة، ولم تقرعها شهامة، لقد فتحت بابك باب الخير ويسرت الأمر ولم تعسر، وجاء المجرم غادراً لا تائباً، وأراد الظالم أمراً، وأراد الله نقيضه، فأنجاك الله وأخزاه، وحماك وأرداه، فحمداً لله على نجاتك، وتباً لكل ظالم جهول.