بلاد الحرمين، قبلة المسلمين، وفيها مسجد الرسول الأمين، أمان الخائفين، أرض الشريعة السمحة والقرآن، وطن المحبة وملتقى ضيوف الرحمن، كل الأصدقاء والإخوان، اعتزاز الإنسان بأخيه الإنسان، ستبقى يا وطني راسخ البنيان، رمزا للحق قوي الأركان، يحميك العزيز المنان، يا وطني تحاكي العقول الواعية، تبقى فوق العقول الباغية؛ لتقضي على كل طاغية، وسيفك دوماً عاليا، لتجتث كل إرهابي، لن تنالوا من هذا الكيان فأنتم في الهاوية، زمرة وطغمة فاسدة، حالفوا الطاغوت وارتموا في أوحاله الآسنة، اقترفوا أعمالاً آثمة في بلادي الطاهرة، حرسك المولى وأبعد عنك كل عين طامعة، وأسبغ عليك نعمه الوافرة ظاهرة وباطنة، لقد نال هؤلاء الخزي والعار وغضب العزيز الجبار، يلتفون بعباءة الإسلام والإسلام منهم براء، يا وطني لا بقاء للأشرار، لا بقاء لمشعلي النار، لا بقاء لمن أراد الدمار، وطني نحن منصهرون معك ومع كل ذرة تراب من أرضك، نحن رجال أمن قبل أن نكون مواطنين، ملتفون حول حكومتنا الرشيدة والواعية، يا وطني تظل شامخاً، ظلك وارفاً، كالطود راسخاً، لا تعبأ للشرذمة التائهة والمارقة، والله قادر على عقابها عاجلاً أم آجلاً، الخيبة والخذلان للمفسدين حاصلة، عابثون مفسدون أعمالهم خائبة، روعوا الآمنين الله عليهم غاضب، ولقد استباحوا الحرمات في البلاد الآمنة، قلوبهم قاسية، عقولهم ضائعة، ورجال أمننا بإذن الله قوة رادعة، ودستورنا كتاب الله والسنة المطهرة، يا وطني حاضرة وبادية وكلنا لك عيون ساهرة.
يا وطني نهاية الضالين آتية وعاصفتنا عليهم عاتية ويد من حديد تضرب كل نفس ماكرة وحماك الله يا وطني من عبث العابثين ومن شر الحاسدين الحاقدين ورد الله كيد المفسدين الخائنين وجعلنا الله من الشاكرين والحامدين والراكعين والساجدين. لقد ابتلي الوطن بشرذمة ضالة وفاسدة اعتنقت فكراً منحرفاً مخالفاً لكتاب الله العزيز وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وخرجت بأفعالها المشينة وسلوكها الخاطئ عن جماعة المسلمين باتباعهم الفكر المضلل والبعيد كل البعد عن الحق والصواب وما ذلك إلا لوث في عقولهم وفراغ استحكم فيه الجهل والضياع.
إن الأبواب المشرعة التي عرف بها الحكم السعودي منذ عهد الملك المؤسس طيب الله ثراه لا تزال مفتوحة للمواطنين، وكل من رغب في مقابلة أحد ولاة الأمر.
جاءت رغبة هذا الضال في مقابلة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية في قصره، حيث أعلن عن توبته ورجوعه عن أفكاره المنحرفة، فقد أمر سموه رجال الأمن في قصره بالسماح للمذكور بالدخول دون تفتيش لمقابلته والاستماع إليه، لقد قابل الحلم والعفو بالغدر والخداع فوقع في شر أعماله فلقي مصيره المشين بأن تفجرت العبوة التي كان يحملها في أحشائه فصار أشلاء، وإن محاولات هؤلاء الأشرار إنما هي طيش عقول شرذمة الضلال، وإن ما حدث مساء الخميس الماضي يظهر مدى الانحطاط الأخلاقي والديني لدى أفراد هؤلاء المغرر بهم، وإن هذه المحاولة اليائسة الخاسرة لن تزيد هذا الوطن وأبناءه إلا قوة وصلابة، وإننا إن شاء الله كالبنيان يشد بعضنا بعضا.
إن بصمات سموه الكريم واضحة للعيان يراها كل ذي عين بصيرة فسموه يستمد العون من المولى عز وجل، ثم بتوجيهات من القيادة العليا وعلى رأسها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ومن سمو نائبه سيدي صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز؛ فقد عمل سموه بجهود دؤوبه في إرساء دعائم الأمن وفق منهجية علمية وأسس وقواعد تواكب كل المستجدات في منظومة الأمن الشاملة، هناك لجان المناصحة التي يرأسها سموه، وهم مجموعة كبيرة من الأكاديميين السعوديين المؤهلين علمياً وفي الأصول الشرعية التي تعمل متنقلة في كل أرجاء الوطن تحمل برامج توعوية، إرشادية، علمية طموحة في إقناع هؤلاء المنحرفين للرجوع إلى طريق الحق والصواب لكي يعودوا أسوياء إلى حظيرة السنة والجماعة وما كان عليه السلف الصالح والعدول عن معتقداتهم الفاسدة التي أخذتهم من جادة الحق التي تتنافى مع تعاليم الدين الحنيف. يسعى سموه في محاربة كل من يحاول النيل من تلاحم هذا الوطن متسلحاً بإيمانه وعقيدته الراسخة وبتوجيهات قيادته الحكيمة. متخذاً الأسلوب العلمي المتطور، تقنية المعلومات التي تواكب كل المستجدات في علم الجريمة، البحث الجنائي وكل ما يستجد ويطرأ من علوم ومعرفة في هذا الشأن ووفق استراتيجية علمية بعيدة المدى.
وإن ردود الفعل الواسعة من قبل المسؤولين وأبناء هذا الوطن ومن الأشقاء العرب والمسلمين حيث أعربوا عن استنكارهم الشديد لحادثة التفجير الآثمة التي استهدفت سموه، وقد ردوا على أعقابهم خائبين، ولن تفلح مخططاتهم الإجرامية إن شاء الله، وإنه لا مكان للإرهاب والإرهابيين في هذا البلد الآمن، وإنه بإذن الله لن يستطيع كان من كان أن يخترق هذا الجدار الصلب الذي تتحطم أمامه كل أشكال الإرهاب والعنف، وإننا جميعاً ماضون في خندق واحد على اجتثاثه من جذوره واستئصال منابت شروره التي تريد النيل من هذا الوطن ومقدراته وأهله.