Al Jazirah NewsPaper Wednesday  02/09/2009 G Issue 13488
الاربعاء 12 رمضان 1430   العدد  13488
مستعجل
كيف نشغل أنفسنا فيما لا يعنينا؟!
عبد الرحمن بن سعد السماري

 

لا أدري.. لماذا نشغل أنفسنا أحياناً بأمور لا قيمة ولا معنى لها ولا تقود إلى نتيجة.. بل هي شيء من إجهاد النفس والتشاغل في أمور هي ليست من شأننا.. بل هناك جهات مسؤولة عنها تتولاها وتتابعها وتتخذ فيها الإجراءات اللازمة.

** خذ مثالاً قريباً.. مع أن هناك أمثالاً كثيرة.

** قضية تأجيل الدراسة بسبب إنفلونزا الخنازير.. هذه القضية أشغلت الناس كثيراً.. وصارت هي حديث كل مجلس.. بل وكُتب عنها في الإعلام وأخذت مساحة كبيرة من اهتمامات الناس.. وصارت محور كل حديث.

** لماذا نجهد ونُشغل أنفسنا بهذه القضية؟

** هل هناك خوف من أن تبدأ الدراسة والمرض مستشرٍ منتشر؟

** هل المسألة.. البحث عن مجرد إجازة وراحة فقط؟

** هل هو حرصٌ على صحة وسلامة الناس؟

** هل هو مجرد لقافة و(حكي مجالس واستراحات)؟

** هل السائلون.. هم المعلمون والمعلمات يريدون المزيد من الراحة لتضاف إلى الثلاثة أو الأربعة الأشهر الماضية؟

** يجب أن نثق ونتيقن أن الدولة حريصة أشد الحرص على سلامة المواطن والمقيم أيضاً.. وأن الدولة ستتخذ الإجراء الاحترازي اللازم وستحتاط وتحتاط عشرات المرات لتحول دون أي خطورة ربما يتركها انتشار المرض.

** الدولة.. لديها خبراؤها.. ولديها معلوماتها.. ولديها حساباتها ولديها كل التقديرات.. وحريصة كل الحرص على سلامة المواطن.. ولن تترك أي مجال لأي خطر يمكن أن يلحق بالمواطن.

** ومنذ أن أُعلن عن اكتشاف هذا المرض في المكسيك قبل دخوله إلى أي بلد آخر.. والجهات المعنية في عمل متواصل ثم تضاعف الجهد والعمل عشرات المرات.. وأخذ هذا الجهد وهذا العمل المتلاحق.. أكثر من 50% من جهود وزارة الصحة وجهود جهات وقطاعات أخرى تتظافر جهودها مع جهود وزارة الصحة.

** وعُقدت الندوات وورش العمل واللقاءات والاجتماعات وتواصلت الأعمال واتخذت كل الاحتياطات اللازمة.. وكانت المملكة حسب الاحصاء الدولي في مقدمة الدول التي احتاطت لهذا المرض.. بل استعدت واحتاطت أكثر من بعض الدول الكبرى.

** فكيف نُحول المشكلة من مشكلة انتشار واستشراء المرض إلى مشكلة إجازة أو عدم إجازة؟

** وفوق ذلك.. فقد أصدرت الجهات المسؤولة بياناً واضحاً حول الإجازة ومدى إمكانية وجود إجازة من عدمها ولكن يفصلنا عن هذا الموعد.. أكثر من عشرين يوماً.. نسأل الله تعالى أن يلطف بالمسلمين وأن يتراجع انتشار المرض.

** كيف تحول همنا إلى أن يكون.. إلا أن يكون إجازة؟

** لماذا القلق؟

** وما هو مصدر القلق؟

** هل هو الخوف على أبنائنا؟

** هل هو مجرد البحث عن (انسداحة) يضيفها المعلمون والمعلمات للأشهر الماضية؟

** وحتى إذا صار هناك إجازة فستكون للطلاب والطالبات فقط.. ولن تشمل غيرهم.

** ثقوا.. أن الجهات المسؤولة حريصة على أبنائكم.. بحجم حرصكم وأكثر وأنه لن يُتخذ قرار في هذا الصدد.. إلا وهو مدروس من كل الزوايا.

** وثقوا أيضاً.. أن ورش العمل والجهات المسؤولة تعمل ليل نهار لمواجهة هذا المرض من كل اتجاه.. وأن مسألة الدراسة وعدم الدراسة على رأس الأولويات ولم تكن غائبة عن الجهات المعنية فكيف نشغل أنفسنا بقضية هي محسومة أصلاً؟

** أنا لا أقول هنا.. إن سلامة أولادنا ليست قضية مهمة.. أو هي لا تعنينا كآباء ولكن أقول: اتركوا الأمر لجهات الاختصاص.. فهي حريصة أشد الحرص على أبنائكم.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد