Al Jazirah NewsPaper Wednesday  02/09/2009 G Issue 13488
الاربعاء 12 رمضان 1430   العدد  13488
أنت
وطني المؤدب
م. عبدالمحسن بن عبدالله الماضي

 

بعد ساعات من محاولة اغتياله.. لا يزال سمو الأمير محمد بن نايف يصفهم بالفئات الضالة؟!) هذا التعبير المؤدب نحت لتسمية فئة تستهدف الضرر بنا أفراداً وجماعات ونظاماً فلم نملك من أدبنا سوى أن ندعو لهم بالهداية وأن نسميهم بالفئات الضالة.. فما أجملك يا وطني وما أجمل أدبكم حتى ولو كان موجعاً مؤلماً!.

تتجاوز يا وطني في استغراقكم في أدبك وتهذيبك مراحل وسطية الأدب والتهذيب إلى التطرف فيه.. والحمد لله يا وطني إن الأدب سلوك إنساني رفيع وإن التهذيب صفة أخلاقية عالية وهي أمور لا يؤتاها إلا كل ذي حظ عظيم.. وأنت يا وطني عظيم.

وحينما قبض أبناؤك يا وطني على هذه الفئة الضالة.. لم تأخذك العزة بالإثم فتعلق لهم المشانق.. ولم تزر لديكم وازرة وزر أخرى فتعاقب والديهم وأبناءهم وأقرباءهم وأهلهم الأولين.. بل كونت لهم فريق مناصحة!.. ينصحونهم لعل الله يفتح عليهم ما غلق من فهمهم.. وأقمتهم في سجن لا يشبه السجن بل يشبه الفندق ذي الخمسة نجوم.. وسمحت لوالديهم بزيارتهم.. وسمحت لأزواجهم بخلوة شرعية.. وأسقطت عن أبنائهم وإخوتهم شرط التفوق والمنافسة مع الآخرين للقبول في الكليات العسكرية أو الجامعات العلمية.. ووظفت العاطلين من أبنائهم وإخوتهم.. وبعد ذلك من وجدت أنه استجاب للمناصحة.. أفرجت عنه ووظفته وزوجته وشريت له بيتاً واستقدمت له سائقاً وشغالة.

يا وطني إنني لا اعترض على هذه الليونة مع هؤلاء البغاة.. فقد أثبت قادتنا حفظهم الله بعد نظرهم وكفاءتهم بنجاحهم في التعامل مع حادث خطير.. لولا الله ثم هم لما نجونا من محنته.. وأقصد بذلك أحداث (غزوة نيويورك) فقد حمونا والمقيمين على أرضنا من حرب ضروس كان يفترض أن نكون يا وطني الهدف الأول له.. فنحن المتهمون بأننا أصحاب الفكرو مصدر التمويل وذراع التنفيذ.. ومع هذا خرجنا يا وطني من هذا الفخ المدمر ليس فقط سالمين معافين.. بل وأكثر حضوراً دولياً أوصلنا نادي دول العشرين العالمي.

يا وطني وعبر تاريخ امتد ثمانين عاماً مزدهرة أثبت قادتنا وولاة أمرنا أن مواقفهم مبنية على مبادئنا.. وأن علاقاتهم مبنية على مصالحنا.. وأن أعمالهم مبنية على حكم رشيد وليس على انفعالات ومزايدات أودت بالمجتمعات المحيطة بنا فحولهتم من قدوة كنا ننظر لهم بإعجاب إلى مجتمعات محقت مقدراتها وجعلتنا ننظر لهم بالرحمة ونحس تجاههم بالشفقة وندعو لهم أن ينجيهم مما هم فيه.

كم أحبك يا وطني وأحب أهلك من قادة ومواطنين.. وكم أنا ممنون لك يا وطني أنا ولا جيلي الخمسيني ولا جيل أبي السبعيني عرف شظف العيش الذي عرفته معظم أطراف الجزيرة عبر تاريخها.. حفظك الله يا وطني ورعاك، وحفظ ولاة أمرنا من كل مكروه.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد