..في ميدان بذل الجهود وسع الإسلام ميادينه وقرر أن كل جهد مبذول للخير وكل عون ومساعدة لإنسان بإرادة خيرة يعدُّ صدقة، ومن حق المؤمن أن يعتز بإيمانه بالله وباتباعه الطريق السوي طريق الهدى والصلاح ولهذا أمر الله سبحانه وتعالى بالوفاء بالعهد.....
.....وقال جل شأنه وعلا {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً} وأمر الإسلام بأن يكون المؤمن قوياً لأن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ولأن المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف، ويحق للإنسان أن يفتخر بإسلامه وعقيدته وبلاده وبأولياء أمره وللبشرية جمعاء ولن يأتي ذلك إلا من خلال العلم والتدريب وتحمل المسؤوليات وتقوية الإرادة والشعور بأهمية الإنسان ومشاكله التي يعاني منها على كل الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والحضارية والثقافية والسلامة العامة وعلى الصعيد الصحي والفكري هذه القضايا يجب أن يكون الاستعداد لمواجهتها والتعامل معها يتمثل في تطوير المؤسسات والمنظمات بأطرها المختلفة وحسب مجال الاختصاص والعمل، وكذلك إيجاد الفرد المدرب المنتج الذي يساهم مع بقية الأفراد في تحقيق الغايات والأهداف النبيلة ومن الأمور الهادفة في حياة الناس المؤسسات الحكومية والخاصة التي تساهم في خدمة المجتمع ومن هذه المؤسسات على سبيل المثال لا الحصر الهلال الأحمر السعودي الذي تأسس عام 1383هـ بموجب أمر ملكي وكان يحمل اسم جمعية الهلال الأحمر السعودي الذي يقوم نظام هذه الجمعية على أساس اتفاقيات جنيف والمبادىء التي أقرتها مؤتمرات الهلال الأحمر والصليب الأحمر، ومن أهداف الجمعية السعي لتحقيق هدف التخفيف من المصائب والآلام البشرية دون تمييز أو تفرقة في المعاملات لأي سبب، وبعد أن تولى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز مسؤولياته تحولت الجمعية إلى هيئة وتتمتع الهيئة بجميع المزايا والحصانات الواردة في اتفاقيات جنيف، ومن المهام الجسيمة للهيئة العمل في زمن السلم والحرب والمشاركة مع بقية القطاعات الأخرى ذات العلاقة، والهيئة تساهم بالعمل الجاد في إنقاذ المصابين ونقل المرضى ومساعدة المنكوبين من الشعوب المتضررة جراء الكوارث البيئية والحوادث والحروب، وهذا علاوة على التبرع المادي والعيني لكثير من دول العالم دون الفريق بين جنس أو لون أو ديانة لأن الهيئة تنطلق بأعمالها ونشاطاتها من جانب إنساني بحت.
لقد وصلت الهيئة في هذا العصر إلى المكانة التي تؤهلها بأن تحظى برضا وتقدير وتفاعل المواطنين وفي كافة مناطق بلادنا وان تلقى الاحترام والعرفان من كل الدول التي كان لها شرف المساهمة في مساعدتها وإغاثتها وحسب التوجهات الكريمة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني.
إن من أوليات الهيئة تطوير العمل وإيجاد المستشفيات الميدانية والتعامل مع المصابين بروح الأب المدرب والمسؤول وحماية الأرواح وإيجاد وسائل أكثر تطوراً كالطائرات العمودية مثلاً وتدريب الشباب على الإسعافات الأولية لقد جندت الهيئة العديد من الشباب للعمل في هذا القطاع الحيوي الهام وإعطائهم الدورات اللازمة.
إن هؤلاء الشباب يمثلون في تعاملهم وأخلاقياتهم وتفانيهم صورة الشاب المسلم المؤمن الذي يوفي بالعهد ويصون المجتمع، رجال يواصلون الليل بالنهارلخدمة دينهم ومليكهم ووطنهم وأمتهم إنه عمل جاد يستحق من كل مواطن الشكر والثناء والهيئة وبمناسبة هذا الشهر الكريم كثفت استعدادها وتواجدها وطواقمها لخدمة المجتمع من مواطنين ومقيمين (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).
****