متابعة - محمد المنيف:
معرض مساجد تشد لها الرحال المقام حالياً في دار الفنون في العاصمة المغربية الشقيقة الذي افتتحه قبل أيام صاحب السمو الأمير فيصل بن سعود بن محمد نيابة عن صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم وبحضور السيد منصف بلخياط وزير الشباب والرياضة المغربية ويستمر حتى نهاية شهر رمضان يحظى باهتمام المجتمع المغربي من المثقفين والمبدعين والعامة، لما يشتمل عليه من عمل مميز استلهم من المساجد التي تشد لها الرحال في عالمنا الإسلامي ولما لهذه المساجد الثلاثة من أهمية لدى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
وقد أثنى الأمير فيصل بن سعود على هذا الجهد وتلك الأعمال التي أبرزت جماليات المساجد وروحانيتها، مثمنا الدور الكبير الذي قام به الأمير فيصل بن عبد الله في تنظيم وإعداد هذا المعرض.
المعرض حقق الأهداف التي تحدث عنها صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض، فالمعرض يهدف إلى بلورة المفاهيم الروحية والمعنوية من خلال رسالة ورؤية مفادها أن الإسلام هو دين العدل والسلام والأمن والأمان والتعايش بين الشعوب، مؤكدا أن المعرض سيشكل بتزامنه مع شهر رمضان الكريم، فرصة لتسليط الضوء على الدور المتميز الذي تلعبه المساجد في الإبداع في كل صوره وتجلياته. مضيفا أن المعرض الذي يتزامن مع شهر رمضان سيشكل، مع ما يتمتع به من مكانة روحية عند المسلمين باعتباره أهم المناسبات الدينية في العالم الإسلامي، فرصة لتسليط الضوء على الدور المتميز الذي تلعبه المساجد في الإبداع الإسلامي في كل صوره وتجلياته.
هذا وقد شارك في المعرض نخبة من الفنانين من مختلف دول العالم الإسلامي، محمد كريش وإبراهيم حنين وصدوق عبد الله من المغرب، ومن السعودية ضياء عزيز ضياء وعبد الله الشلتي وعبد الله حماس ونوال مصلي. ومن باكستان جميل أحمد بلوشي. ويشارك من ماليزيا محمد عايش بن عبد العزيز، ومن لبنان رانيا سراقبي، ومن نيجيريا أديمي عبد الفتاح، ومن إندونيسيا مسرول هندريك، ومن مصر عادل السيوي وأحمد مصطفى، ومن أوزبكستان شاهنوزة مامينوفا، ومن غينيا إيرينا كوندا ومن العراق محمد الشمري، ومن إيران كوروس حسن زاده، ومن تركيا نصرة قولبان.
الجدر بالذكر أن المعرض الذي انطلقت فكرته عند اختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 1426 هـ يقام برعاية مؤسستان ملكيتان هما مؤسسة (أونا) المملوكة للأسرة المغربية الحاكمة التي أسست سنة 1988. والثانية هي مؤسسة (ليان للثقافة) التي أسست سنة 2007 التي تترأسها الأميرة السعودية ليان بنت فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود، وأقيم له معرض يعد محطته الأولى عام 2006 بمدينة جدة السعودية،. مع ما يتم الإعداد له من إقامته في محطات قادمة ستشمل كل من العاصمة الأردنية عمان ومن ثم العاصمة التركية.
المعرض اجتمعت فيه سبل التعبير والاستلهام من قبل التشكيليين الذين أضفوا على ما تتمتع به المساجد من جمال في البناء والتصميم الهندسي الفريد إحساسا جديدا تمثل في كيفية توظيف المشهد الذي يجمع بين المحسوس والمعنوي، وقد نجحت مؤسسة (ليان للثقافة) باختيارها لهذه النخبة من التشكيليين من الدول الإسلامية وجاء المعرض متكاملا من حيث الفكرة وبعد النظر في ما يختص بنشر الثقافة الإسلامية بمختلف أدواتها البصرية (ومنها الفنون التشكيلية).
* تقديم في إصدار المعرض.
اعد للمعرض الذي جاء احتفاء ومشاركة من مؤسسة (ليان للثقافة) بمناسبة اختيار مكة عاصمة الثقافة الإسلامية إصدار يليق بمستوى المعرض كتب التقديم له صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة العليا للمعرض جاء فيها (مكة عاصمة الثقافة الإسلامية) عام 1426هـ هي ما أوحى بتبني إنجاز هذا العمل الذي كان أساسه تعايشي مع الفن التشكيلي كأداة تعبير عن مفهوم تحمله رسالتنا الخالدة إلى العالم.
فمكة المكرمة عاصمة لثقافة الإنسانية من الأزل إلى الأبد. وقد رسخها بروز الإسلام الحنيف من هذه البقعة الطاهر منذ أكثر من أربعة عشر قرنا وانتشاره في أرجاء المعمورة موحدا الكلمة بكلمة التوحيد.
مساجد تشد إليها الرحال هو ما شدني لتوصيل رسالة جسدها العمل الفني لستة عشر فنانا وفنانة يمثلون ثلاث عشرة دولة إسلامية جميعهم كانت لهم الحرية في التعبير الإبداعي لرسم هذه الأماكن المقدسة التي خصها الله سبحانه وتعالي في كتابه العزيز المطهر وهي: المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، وقدم النتاج - ولله الحمد - هو ما نراه أمامنا الآن من أساليب مختلفة ومتنوعة تمثلها ثقافات أثرت عليها بيئاتها ومجتمعاتها وتفكيرها، ولكن وحدتها في رسالتها ومضمونها روحانية الإسلام وعبق التاريخ لهذه المواقع الطاهرة، وان دل ذلك على شيء فإنما يدل على عظمة الروابط وقوتها ومتانته مهما اختلف اللسان أو اللون أو الشكل.
الرسالة التي أتمنى من الله القدير أن يعينني على توصيلها من خلال عرض هذه اللوحات في مكان واحد هو إبراز الهدف الاسمي من هذا المعرض لنقول للعالم بأن قبلة المسلمين ومسجد الرسول الأمين وثالث الحرمين هي ما يوحد الأمة الإسلامية ويقرب تطلعاتها ويعزز توجهاتها وأهدافها.