غير مستغرب ما قامت به يد البغي والغدر من محاولة اغتيال فاشلة لصاحب السمو الملكي الأمير الشهم محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود مساعد وزير الداخلية، في شهر رمضان المبارك من هذا العام 1430هـ، فلهم سلف في ذلك!! فبئس السلف وبئس الخلف!! فلم يسلم من غدرهم ومكرهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فلقد قتلوا جملة عظيمة منهم عن طريق الاغتيالات الفردية، وعن طريق المعارك الحربية، وأما الولاة منهم، فقد قاموا بمجموعة من المحاولات استهدفت أكابر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقتلوا علياً رضي الله عنه، وفشلت محاولتان آثمتان لاغتيال معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص رضي الله عنهما، وإن هذه المحاولة البائسة لاغتيال الأمير محمد بن نايف تأتي ضمن هذه العقيدة الفاسدة والقائمة على ثقافة التدمير والقتل والتخريب وإزهاق الأنفس المعصومة والبريئة.
فأي غدر وأي خيانة حينما يدخل هذا الغادر في شهر رمضان المبارك، وقد أعطي العهد والأمان فيقوم بمحاولة اغتيال من مد يده إليه، وصافحه، ورحب به، وأجلسه بجواره، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أيما رجل أمن رجلا على دمه ثم قتله فأنا من القاتل بريء وإن كان المقتول كافراً) وأي دين يحمله هؤلاء الذين يتلذذون بالقتل والتدمير، وقد قال الله تبارك وتعالى: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً) وأي إيمان يعتقده هؤلاء المارقون حينما يشيعون الفوضى والتخريب، قد صح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: (لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له) وأي عقيدة هذه التي تدفع شخصاً إلى أن يزهق نفسه بمثل هذه الطريقة البشعة، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (.. ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة) وصح عنه أنه قال: (الذي يخنق نفسه يخنقها في النار والذي يطعن نفسه يطعن نفسه النار..) وأيضاً صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً فيها أبداً ومن تحسى سماً فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا).
إنها في واقع الأمر عقيدة الخوارج التي أبدى النبي صلى الله عليه وسلم فيها وأعاد، وحذر منهم كثيراً، ووصفهم وصفاً دقيقاً بقوله (سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم! فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة) وفي قوله (سيكون في أمتي اختلاف وفرقة قوم يحسنون القول ويسيئون الفعل، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، هم شر الخليق والخليقة، طوبى لمن قتلهم وقتلوه! يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء، من قاتلهم كان أولى بالله منهم، سيماهم التحليق) وقد توعدهم صلى الله عليه وسلم بقوله: (لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد).
هؤلاء هم الخوارج وهذه هي عقيدتهم، فينبغي أن نسمي الأشياء بأسمائها حتى يعلم الناس أن هذه الفئة الضالة هي فئة الخوارج الذين ورد ذكرهم في كتب السنة، وحذر منهم العلماء في القديم والحديث.
حمى الله بلادنا من كل سوء ومكروه، وأدام علينا نعمة الأمن والأمان، ووفق ولاة أمرنا لما فيه عز الملة وصلاح الأمة.
عزيز بن فرحان العنزي – دبي