Al Jazirah NewsPaper Friday  04/09/2009 G Issue 13490
الجمعة 14 رمضان 1430   العدد  13490
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان
سعد بن عبدالله العجلان*

 

(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) قول كريم من رب العزة جل في علاه وهو رسالة لأمة المسلمين بأن يقابل الإحسان بالإحسان والعفو بالتسامح وليس بالغدر والخيانة مثلما حدث من قبل الإرهابي الذي حاول اغتيال الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الذي مد يده لكي يعفو عن المسيء في حق نفسه وأهله ووطنه، ودينه الإسلامي الذي يقوم على التسامح والحوار بالحكمة والموعظة الحسنة، وليس على الدماء أو التفجير أو محاولة قتل الأبرياء.

الأمير محمد بن نايف مد يد العفو لكل الإرهابيين، وظهرت يده العفوية من خلال إطلاق اسم الفئة الضالة عليهم بدلا من كلمة الإرهابيين، كما دعاهم للعودة إلى الرشد والتوبة عبر السبيل المستقيم والنهج القويم الذي يحث عليه الإسلام منذ آلاف السنين، عندما قال الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

ولكي يعود أعضاء الفئة الضالة ويصبحوا مواطنين صالحين وبالفعل بدأت لجان العفو تخاطب جميع أعضاء هذه الفئة في كل موقع وتدعوهم للعودة إلى الصواب بعد مرحلة الضلال التي عاشوا وانغمسوا فيها، ولكن يبدو أن يد العفو التي مدها الأمير محمد بن نايف قوبلت بالغدر ليلة الخميس الماضي محاولة قتل الأمير في منزله بطريقة تركت انطباعا سلبيا وصورة ذهنية سيئة لدى الجميع عن هذه الفئة وعن هذه الطريقة التي ترفضها كافة الشرائع والأديان السماوية منذ بدء الخليقة.

ويبدو أن تنظيم القاعدة لم يتحمل مبادرة الأمير محمد بن نايف العفوية والتسامحية التي دخل فيها عدد كبير من أعضاء هذه الفئة التي ضلت الطريق، وظهرت بصورة جلية الرغبة الشديدة لدى القاعدة في إفساد هذا المشروع التسامحي من خلال زراعة المتفجرات في جسد أحد الضالين واتخاذ مبادرة الأمير التسامحية وسيلة لمحاولة تنفيذ أحد مخططات هذا التنظيم من خلال طلب العودة والعفو عنه من قبل الأمير محمد بن نايف شخصيا وفي منزله ففتح الأمير له أبواب قلبه ومنزله ولكن يد الغدر من الإرهابي قد سبقته وتسببت في تفتيته، ونجى الله الأمير محمد بن نايف صاحب مبادرة العفو والتسامح التي تعد من المناهج الإسلامية نسأل الله لهم الهداية والسداد.

إن هذه العملية الغادرة تكشف مرة أخرى وبشكل واضح إفلاس الضالين عندما يلجؤون إلى مثل هذه الأساليب في تنفيذ مخططاتهم الإجرامية، وتكشف أيضا عن نفسية هذه العناصر الضالة وبعدها عن كل وازع ديني وإنساني رغم كل ما ترفعه من شعارات إسلامية.

إن مجتمعنا أثناء ظروف أميّته وفقره لم يعرف التعصب والتطرف بأشكالهما المختلفة، ومؤلم أن تتسع الفجوة وتصبح هذه الأفكار مكرّسة في حالات التطور التي نشهدها وارتفاع مستوى الوعي الديني والثقافي.

إن توسَّع دائرة الوعي يجب أن تفرق بين ما هو مدمر لمجتمعنا، وما فيه مصلحة الوطن والأمة وتقدمها ورقيها.

وفي النهاية نود أن نشيد بتصريحات سمو النائب الثاني ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز بأن اليد العفوية ستظل ممدودة وهذه هي شيم العظماء فتحية وتقدير للأمير نايف وحفظ الله الأمير محمد بن نايف من كل مكروه وجعله عضدا لقيادته ودينه ووطنه وأمته.

* رئيس لجنة التجارة وعضو مجلس إدارة غرفة الرياض



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد