في ليلة رمضانية روحانية ماتعة..
في ليلة كانت السماء الصحو تبرق بنجوم الصفاء والنقاء...
في ليلة كانت المآذن تُرجع أذانها والمنابر ترتل صلواتها ودعواتها موحية للمصلين بالإيمان..
في ليلة كانت المتاجر والمقاهي والمطاعم والأسواق عامرة بالحركات في اطمئنان وأمان..
في تلك الليلة كان شقي أفلت من عقله وعقاله قادم من الجنوب بعد وعده بالصفح والغفران..
جاء الشقي وقد تأبط شراً متنكراً لمن وهبه الصفح.. وكأنه لم يقرأ.. ولم يسمع آية الرحمن.
{هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} و {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه} دلف إلى بيت أمن آمن مفتوح على مصراعيه للزائرين المهنئين بحلول شهر رمضان..
طلقات الموت الغادرة التي يحملها في جسده كانت من نصيبه..
(من حفر حفرة لأخيه وقع لا شك فيها).
هكذا يظل الأشقياء لا صيام يردعهم ولا قيام ينفعهم.. وإنما شقاوة تصرعهم هم أحق بها..
سلمت يا وطني بشعبك وبحماة أمنك.. والفشل لكل من أراد بك المكيدة والسوء..