لم يكن ذلك العمل الإرهابي الذي استهدف سمو الأمير محمد بن نايف - مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية - مجرد عمل إرهابي أو مجرد استهداف لشخصية أمنية مهمة بحجم الأمير محمد بن نايف،
ولكن إضافة إلى ذلك فإن هذا العمل الإجرامي ينسف القيم الإنسانية النبيلة من خلال استغلال ذلك الإرهابي لرغبة الأمير محمد بن نايف والمتمثلة في إفساح المجال أمام أصحاب الفكر المنحرف في أن يعودوا إلى طريق الحق والصواب فكان أن سمح له في أن تطأ أقدامه منزله الخاص وأن يستقبله بنفسه ليعينه على العودة إلى طريق الحق وليأخذ بيده إلى حيث الوطن والانتماء الوطني ليعود مواطناً صالحاً ينضم إلى الشرفاء المخلصين من أبناء الوطن السعودي وبدلاً من أن تواجه تلك النية الصادقة من سموه الكريم والتي استلهمها من صميم القيم الإنسانية النبيلة والتي عرفت عن أبناء هذا الوطن العزيز اختار ذلك الإرهابي أن يبين للعالم أجمع بأن الإرهاب لا يعترف بالقيم النبيلة ولا يعترف بالإنسانية فكان أن قام بتفجير نفسه في محاولة منه للنيل من رموز الوطن السعودي بعد أن تظاهر برغبته في تسليم نفسه والعدول عن الفكر الإجرامي الذي يعتنقه.
الإرهاب كفكر وسلوك استلهم من الشيطان والشر كل قيمه وتجرد من كل ما يمكن أن ينتمي للخير والإنسانية الحقة بصلة.
في نظري أن تلك الفئة الإرهابية لا يجب أن تعامل إلا بما يستحق أن تعامل به وبأسلوب يوازي ما عرف عنها من إجرام وأهداف خطيرة ورغبة منها في استغلال أي طريق تصل من خلاله إلى تحقيق أهدافها الخبيثة.
تنظيم القاعدة وبعد أن تبنى محاولة الاغتيال هذه يؤكد للعالم أنه تنظيم حاضر بقوة وأن فلوله تنتشر في كل مكان وأن الحرب ضده لن تنتهي بسهولة وأنه بحاجة إلى مزيد من الضربات الاستباقية والملاحقة المستمرة.
علينا جميعاً كمواطنين مسؤولية مواجهة تلك الفئة الإرهابية والتي يتعدى مجرد تهديدها الأمن أو المنشآت والممتلكات ليصل إلى النيل من القيم الإنسانية والتي إن ذهبت ذهبت معها الحياة والتي نسعى جميعاً كبشر أن نعيشها بسلام وحب.
أهنئ نفسي وأهنئ الشعب السعودي على سلامة سمو الأمير محمد بن نايف والذي نقف معه جميعاً ومع كل من يسعى لحفظ أمن بلادنا الغالية.
fauz11@hotmail.com