في شهر رمضان.. والناس صيام.. والشياطين مسلسلة..
لكن شياطين الإنس تعمل وتعمل..
فوجئنا وفجعنا بمحاولة الاعتداء الآثم على صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، بمحاولة فاشلة من إنسان مريض، أضاع دينه ودنياه.
أقدم على جملة محرمات في الوقت الذي ترفع فيه أكف الضراعة من الصائمين لله أن يتقبل صيامهم وقيامهم.
أقدم على قتل النفس..
أقدم على الانتحار..
أقدم على محاولة زعزعة الأمن والأمان..
أي بشر هؤلاء؟؟
أين ثوابتهم ومحكمات فكرهم إن كان لهم فكر أو محكمات؟؟
هل نظن أنه قد جهل هؤلاء مخططاً ومنفذاً قول الله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} (سورة النساء 93).
هل يعقل أن رجلا في بلاد الحرمين يغيب عنه قول الله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} (سورة النساء 29).
هل لم يمر على أحدهم الوعيد الشديد الوارد في السنة في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده، يجأ بها بطنه يوم القيامة في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا، ومن قتل نفسه بسم، فسمه في يده، يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تردى من جبل فقتل نفسه، فهو مُترد في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا).
وما ورد أيضاً في الصحيحين أيضاً عن ثابت بن الضحاك، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قتل نفسه بشيء عُذِّب به يوم القيامة).
وأيضاً ما ورد في الصحيحين عن جُندب بن عبدالله البجلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كان رجلٌ ممن كان قبلكم وكان به جُرح، فأخذ سكينا نحر بها يده، فما رقا الدم حتى مات، قال الله عز وجل: عبدي بادرني بنفسه، حرَّمت عليه الجنة).
أي فكر ضال يدفع هؤلاء إلى أفعالهم؟
هلا جلس أحدهم مع نفسه يراجعها؟
هل فهمك للدين هو الصواب، وكل الناس على خطأ؟
هل أنت على هدى وكل علماء الأمة على ضلال؟
هل يمكن أن يكون هذا الدين تخفى فيه الحقائق الواضحة التي اتفق عليها العقلاء من البشر؟
لا والله أبداً، بل هذه الحقائق أجلى وأعلى في هذا الدين.
قتل النفس بغير حق محرم قطعاً، وهذا مما علم بالضرورة من دين الإسلام، وزعزعة أمن العباد محرم قطعاً، قال من شاء ما شاء.
وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من هؤلاء فقد روى مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتن يرفق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عُنق الآخر).
almoojan@hotmail.com