Al Jazirah NewsPaper Friday  04/09/2009 G Issue 13490
الجمعة 14 رمضان 1430   العدد  13490

كلمات للتأمل
قف على قدميك

 

إن التنعم بدوحة العلا والمجد وسقاء الروح من معين السعادة وراحة الجسد الأبدية بين حقول وافرة من الإنجازات والنجاحات..كلها تستلزم سعيا كفاحيا وحثيثا لا يكل عزما ولا يمل صبرا، سير متواصل بلباس من الجهد الدؤوب في طريق العمل الجاد الذي سار فيه العظماء والحكماء والأبطال ممن خلدهم التاريخ في كل زمان، وهذا الطريق الزاهي قد يغيب عن بصر الناظر العابر إلى الوراء ويظهر جليا ببهائه للمبصر بعقله وفكره وعينيه.

فهو لا تتضح كينونته ولا ترتسم خطوطه لتشكله ولا تنبض الحياة في معالمه وبين جنباته ولا تبتدئ خطواته إلا بالانتصار على خنوع النفس ودنوها وذلك بالاعتماد التام على ذاتك والوقوف على قدميك..

إن الحياة حبتك كلَّ كنوزها

لا تبخلنَّ على الحياة ببعض ما..

أحسنْ وإن لم تجزَ حتى بالثنا

أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى؟

كن متزودا بوقود إرادتك وثقتك بالكثير الجميل الذي لديك،فبصيرتك مباركة تسعى لمرضاة من الله وتوفيقه، ودافعك رغبة لتحقيق مراد يداعبك حلم تحقيقه، ووهج حديث بداخلك يراودك بين فينة وأخرى ما حدثت به نفسك ذاتها إلا لمقدرتك على نيله وتذوق رحيقه، انك إن مضيت واثق الخطى واضعا قدميك على طريق الكفاح لتحقق أهدافك سوف يستمر تحسن حالك ومئالك وستنمو مكتسبا ما تريده ومتنعما بمزيده،، ولن يخلو طريقك عن وجود أياد تشير إليك لتقف عندها أثناء مسيرك، الأولى منها سوف تسعد بمصافحتك والسلام عليك لأنها تهتم بشأنك وتثني عليك وتدفعك بنصائح قلبية صادقة وأفكار رائعة وأما الأخرى سوف تثبط همتك وتصهر أملك بمسمى النصيحة والحكمة السديدة! وكل ما عليك أن تقف عند الأولى..صافح يدها وكن مستمعا شكورا لها وموقرا حافظا للود ووفيا معها، وأما الأخرى فتجاهلها وبغير السلام والشكر لا تزيد حتى لا يلطمك غبار جهلها وتصافحك يدها الخانعة في كل مرة فتنقلك لقاعها.. واستمر بالوقوف على قدميك بثبات ولا تدع الكسل يكبلك والسقطات تحجمك والأعذار المخادعة توهمك..

إن شرّ الجناة في الأرض نفس

تتوقّى، قبل الرّحيل، الرّحيلا

وترى الشّوك في الورود، وتعمى

أن ترى فوقها النّدى إكليلا

انطلق مجاهدا بلا توقف لتحظى بما تريده ولتتخلص مما يكدرك وتغيظه ولتتحمل مسؤولية نفسك لوحدك كن قنديلا لا ينطفئ معينا لغيرك، فالطريق ممتع بخطوات قدميك.. مزهر بعطر همتك.. حدائق وجنائن بمضيك قُدُما.

هدى ناصر الفريح


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد