(لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا).. هذه حقيقة ترتبط بطبيعة الإنسان الذاتية، وهي تنبثق عن منهج تفكيره، وأسلوب أدائه لما في مدار هذا التفكير وما يصدر عنه ويتشكَّل فيه فيظهر في السلوك الحركي للإنسان متساوياً مع أفكاره، وقناعاته ومن ثم قراراته، لتصبح كيفية شرعته ومنهاجه، أي ما في تكوينه اللا مرئي والمرئي.. فإن تنبهتم إلى أن الاقتداء بالأبوين هو الخطوة الأولى في حياة الإنسان نحو تكوين ومن ثم بناء، وما بعد أداء الإنسان الذي في النهاية هو صورة شرعته ومنهاجه، لعلمتم كم وكيف هو دور الأبوين في التأثير في منتهى ما يصل إليه الفرد الذي هو في الأصل ثمرة هذين الأبوين.. تخيّلوا أبناءكم وعلى أي الخطين يكونون..؟ المستقيم، أم المتعرج؟ ذي النهاية الواضحة..؟ أو تلك الغامضة.., نحو المحطة..؟ أو التيه..؟... ومن ثم تصوروا ما شرعة أبنائكم..؟ فكراً ومعتقداً وقيماً..؟ وما منهجهم منطقاً.. وسلوكا وأداءً..؟ وابحثوا عن ظلالكم هناك.. عن أصدائكم.. عن أصواتكم.. عن روائحكم.. عن آثاركم.. عن كلامكم وأفعالكم.. عن قراراتكم وسلوككم.. عن جباهكم المقطبة أو شفاهكم الباسمة... عن كفوفكم الندية أو صفعاتكم المدوية.. عما لقنتموه لهم من المعارف أو تركتموه فيهم من التسطح...
في مدرسة رمضان (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) ذهاباً للصلاة أو تحلُّقاً على طاولة الإفطار.. نوماً وجوعاً وعطشاً، أو سهراً في طاعة واهتبالاً لمغفرة...
فلتكن نكهة هذه الدروس لكم قهوة الإفطار وشربة السحور.. ليكون لأبنائكم المنهج السوي والشرعة البيضاء...