Al Jazirah NewsPaper Wednesday  09/09/2009 G Issue 13495
الاربعاء 19 رمضان 1430   العدد  13495
أبناؤنا وحب ولاة أمرنا من حكامنا وأمرائنا
د. لطيفة بنت عبد الله الجلعود(*)

 

راعني ما راع أبناء هذا الوطن المعطاء من إقدام المغرر به على محاولته الآثمة للفتك بأسد من أسود العطاء، لكن الله سلم الأسد الهصور بما حفظه من أوامر ربه سبحانه وتعالى (احفظ الله يحفظك).. وكم أسعدنا وأثلج صدورنا ذلك، وكم زاد من إكبارنا لهذا الرجل المتفاني في عطائه لوطنه سمو الأمير محمد بن نايف -يحفظه الله ويرعاه- تعزيته لأسرة هذا المسكين وكم حزنت على والد المسكين الذي لم يرحم أبناؤه ضعفه وشيبته.

ومن هنا أقول: أين دور الأسرة في زرع وتنمية حب ولاة الأمر في نفوس أطفالهم حتى يشبوا ويترعرعوا بفطر سليمة، كما يحب الله ورسوله على السمع والطاعة لولاة الأمر، كما قال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا} (16) سورة التغابن.

وكما روى البخاري، رحمه الله، في صحيحه في كتاب الأحكام باب السمع والطاعة للإمام 11-5143 ح (6638) من رواية أنس عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (اسمعوا وأطيعوا، وإن استعمل عليكم عبد حبشي كان رأسه زبيبة) ثم روى عقبة من رواية ابن عباس (من رأى من أميره شيئاً فكرهه فليصبر، فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبراً فيموت إلا مات ميتة جاهلية).

والسمع والطاعة لا يمكن أن تتأتى إلا مع الحب، فلو كل أب وكل أم جلسا مع أبنائهما منذ نعومة أظفارهم كما يعلموهم الوضوء والصلاة وبقية أمور دينهم يعلموهم محبة حكامهم وأمرائهم، فإن هذا من أدين الدين لما يترتب عليه من الطاعة لله ورسوله ومن لحمة الأمة الإسلامية وعدم تشرذمها ويبين أفضالهم والنعم التي نعيش فيها من الطاعة لله ولرسوله من الرخاء والأمن، وهذا بفضل الله ومنته وكرمه ثم بجهودهم، ويقارن بين دولتنا المعطاءة وكثير من دول المسلمين الأخرى فهذه دولة يسكن بعض شعبهم المقابر، هذه دولة مات بعض شعبها جوعاً وصاروا يبحثون في جحور النمل لا ليشاركوها رزقها بل ليسرقوه ليقيموا أودهم به: أين أمراء هذه الدول وحكامها عن شعوبها؟؟

بينما نحن تئن الحاويات ببقايا الأطعمة من كل البيوت حتى الفقيرة.

وكم من محتاجة عندما نسألها ماذا تحتاجين تقول بعد أن تعدد بعض الأمور غير الضرورية (حليب سائل أبو قوس) (عصير ربيع الأبيض) والثالثة خمسين ريالاً لأكمل ثمن قطعة قماش بـ250 ريالاً.

وهذه حالات وقفت عليها بنفسي ممن يصنفون أنفسهم من الفقراء المحتاجين، لماذا؟ لأن الدولة لم تقصر عليهم بشيء، فصاروا يبحثون عن الكماليات.

فهل قمنا بدورنا كما يجب علينا؟ لماذا البعض يحرص على تعليم أبنائه حرمة سماع الموسيقي حتى ينشأ الطفل لو سمع وهو في السيارة موسيقى من سيارة أخرى لأغلق النافذة، ولا يحرص على تعليمه حب ولاة الأمر وذكرهم في كل المواطن بكل خير، ويربيه على رفض قول كل ناعق ممن يريدون أن ينالوا من ولاتنا ولو قيد أنملة، حتى ينشأ رافضاً لفكر التكفير والتفجير.

إن التربية على هذه الأسس تنشئ جيلاً محباً لحكامه شاعراً بأفضلهم تجاهه وتجاه أسرته ووطنه، فيدعو لهم سراً وجهراً وهذه إحدى بنياتي وهي في الأول متوسط لما سمعت الحوار الذي دار بين سمو الأمير محمد بن نايف وهذا المغرر به قالت: ما ألطف هذا الأمير إنه (حبوب) كيف أراد هذا المجرم الغدر به مع حبابته، فقلت لها إنه مسكين لم يأخذ من الدين إلا كمن أخذ قوله تعالى: {لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ} فلم يعد يصلي ولو كان عنده علم لما أقدم على جريمته النكراء لما فيها من:

1- الكذب.

2- إخلاف الوعد.

3- الغدر.

4- مخالفة أوامر الله تعالى وأوامر رسوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديثين.

إنهم يا ابنتي أياد خفية لأعداء هذا الدين ومخالفيه ولكنهم لا يعلمون، وجهلهم جعلهم يظنون أنفسهم في الطاعة الكاملة، كمن قتل عثمان وعلي رضي الله تعالى عنهما، إنما منشأ ذلك فكر يهودي ولكنهم لا يعلمون.

* أستاذ مساعد بقسم السنة وعلومها ووكيلة القبول والتسجيل بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد