منذ اضطلاع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمسؤولية الحكم وإدارة البلاد، ونهجه في الحكم يستند على تحسين وتفعيل المفاصل الأساسية لحياة الإنسان السعودي، من أجل تحقيق مزيد من تطوير وتحسين حياة الإنسان السعودي، ليس فقط في حياته الراهنة، بل وضع الأسس العملية والعلمية لبناء مستقبل واعد للعائلة السعودية، حتى يتواصل حاضرها بمستقبلها، ومن أجل تحقيق هذا الهدف السامي، كان لا بدّ من إجراء إصلاحات لكل المفاصل الأساسية لحياة الإنسان السعودي، ومن أهم هذه المفاصل التعليم والصحة والقضاء والتكافل الاجتماعي، إضافة إلى فتح الآفاق الرحبة للفرد السعودي ليكون حراً في تفكيره، ملتزماً بشريعته الإسلامية الغرّاء التي تغنيه عن السقوط في كثير من مَوَاطن الزلل.
والمتابع لنهج وعمل خادم الحرمين الشريفين منذ اضطلاعه لهذه المسؤولية التاريخية، يلمس أنّ هناك تدرجاً وتنفيذاً مرحلياً مدروساً لتحقيق الإصلاحات المنشودة في هذه المفاصل الحياتية، التي تؤسس لاستثمار حقيقي يستهدف بناء الإنسان السعودي، فإصلاح القضاء يحقق مزيداً من العدل ويوسِّع مساحات الرضا بين المواطنين، كما أنّ إصلاح التعليم يؤسس لثقافة وعلم، ويبني فكراً ويرسخ ثقافة مبنيّة على أسس علمية، دون الارتهان إلى أفكار وأساليب ثبت عجزها عن مسايرة العصر.
أما إشاعة نهج وأسلوب التكافل الاجتماعي وتفعيل الرعاية الاجتماعية لجميع أبناء المملكة وخاصة الأسر الفقيرة، فهو مسعى، بالإضافة إلى ما تأمر به الشريعة الإسلامية، فإنه سيؤدي إلى إشاعة المحبة والتسامح بين أبناء الوطن الواحد لشعورهم بأنهم متساوون، ويكمل كل هذه الإصلاحات، رفع مستوى الخدمات التي تحتاج إلى اهتمام أكبر ورعاية أكثر، بعد تزايد العلل والأمراض التي يشهدها العالم في الفترة الأخيرة، لأسباب لها علاقة بالمناخ، وإسراف بني الإنسان الذي أخلّ بالتوازن البيئي، مما أفرز العديد من الأوبئة التي لم نكن نعرفها، وفي هذه الحالة وجب رفع مستوى الخدمات الصحية في المملكة التي يجب أن لا يكون تطويرها والصرف عليها ورفع مستوى الخدمات الطبية الإسعافية قاصراً على الحكومة، فمع كل ما تبذله الدولة من جهود، وهي جهود مضنية وكبيرة، إلاّ أنه أصبح واجباً على القطاع الخاص الاستثمار في هذا المجال ليفيد الوطن وأبناءه ويستفيد أصحابه، وفي هذا السياق لا بدّ من الاهتمام والتركيز على تنمية القوى الوطنية العاملة ودعمها وتشجيعها، والعمل على توطين الوظائف الصحية من خلال التوسع في إنشاء معاهد التدريب ونشر مزيد من كليات الطب لرفد الوطن بأطباء سعوديين مهرة.