الخيانة والغدر من أذم الصفات وأقبحها، وأحمد الله أن نهاية المغرر به كنت بهذه الطريقة التي رآها العالم أجمع، ولتنظر القاعدة وكل من تسول له نفسه بأن يقدم على مثل هذه الأفعال بأن نهايته ستكون بهذه الطريقة إن لم تكن أشنع أسوة بأعوانهم الذين سبقوهم.
وأعتقد أنهم ندموا على ما حصل بعد ما رأوا كيف أن المجتمع بكامله بدء من خادم الحرمين الشريفين الذي تواجد بجانب الأمير محمد مباشرة بعد ما حصل إلى أصغر مواطن ومواطنة، التفوا حول الأمير محمد بن نايف وزادت لحمته أكثر، وهكذا تكون المجتمعات القوية التي تزيد من ترابطها كلما حل بها مصيبة.
وقد كشفت هذه الفاجعة عن مفارقتين عجيبتين، فبالنظر لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف نجد أنه حقق غاية النبل والكرم والشهامة في فتح صدره وبابه لمن أبدى التوبة والرجوع إلى الرشد، وسهل له كل ما يمكن تسهيله، وشجعه على ذلك بنفس طيبة كريمة.. بينما نجد هذا المفتون المأفون الذي باع عقله على أصحاب الغي والضلال مثيري الشر والفساد في البلاد وبين العباد، يقابل كرم صاحب السمو بالمكر والخديعة والخيانة، متجرداً في ذلك من الدين والقيم والإنسانية، ليثبت لنا أن هذه الفئة وإن ادعت الديانة والإصلاح، إلا أنها بمنأى عن ذلك، فالدين لا يرضى بالغدر والخيانة، والفطر السليمة تأبى ذلك أيضاً، فالغدر محرم بالدين ومنبوذ من قبل أصحاب الكرامة والإنسانية، ويكمل الأمير محمد نبل الأخلاق عندما بادر بالاتصال على أسرة المغرر به والقيام بالتعزية، وقد استغرب عندما لا يقوم الأمير محمد بالاتصال لما عرف عنه من نبل الاخلاق ولطافة النفس فلله درك أبو نايف. فلله الحمد على سلامة الأمير وصدق الله حين قال { وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.
* رئيس المجلس البلدي بمحافظة ضرماء