الرياض - خالد الحارثي:
بحضور وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين نظمت جمعية التوعية والتأهيل الاجتماعي (واعي) مساء أمس بمركز الأمير سلمان محاضرة للدكتور طارق الحبيب بعنوان (سيكولوجية التفجير) بمناسبة سلامة الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية من الاعتداء الذي استهدف سموه مؤخراً.
المحاضرة بدأت بكلمة رئيس مجلس الإدارة لجمعية واعي الدكتور عطا الله الرحيلي رحب فيها بالحضور منوها بأهمية الأمسية التي تأتي بمناسبة سلامة صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية من محاولة الاعتداء الغاشم والتفجير الأثيم وبفضل من الله كتب الله لسموه النجاة ورد كيد العدو ولم يحقق مبتغاه، مقدماً التهنئة لصاحب السمو الأمير محمد بن نايف، ولمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وصاحب السمو النائب الثاني وللشعب السعودي الكريم كافة قائلاً: الحمد لله على السلامة وحفظ الله الجميع برعايته وحفظه بما يحفظ به عباده الصالحين.
وأضاف الدكتور الرحيلي قائلاً: لقد بزغت في السنوات الأخيرة مثل هذه المحاولات الشاذة، ونشأت نشأة غريبة على مجتمعاتنا، كما تنشأ الحشائش المؤذية في الحقول اليانعة المثمرة، ونغصت على المسلمين أمنهم، وأقلقت حياتهم، وشوشت تفكيرهم، أو هكذا حاولت ولكن حال الله دون مقاصدهم السيئة. وقامت جميع فئات المجتمع من قادة وعلماء ومفكرين ودعاة ومؤسسات تعليمية وإعلامية وجمعيات خيرية، بتكاتف تسر به نفوس المؤمنين، وتعاطف تقر به عيون الخلص من المواطنين، وتقارب تغص به حلوق الشائنين، وهب الجميع بتفاعل يبعث على التفاؤل، وبجهود لا تقف عن العواطف والمشاعر وحدها، بل يتجاوزها إلى العمل الجاد الذي يشمل فيما يشمل ويركز على سياسة الحوار الهادئ ما وجد لذلك سبيلا، وإشاعة الوعي للجميع بما يحقق الوقاية، وينقذ من الغواية، وعلى توظيف معطيات العلوم المختلفة من نفسية واجتماعية وتربوية، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة هذه المحاضرة، والتي أرى محتشدة لها هذه الجموع الطيبة الحاضرة.وخلص إلى أن جمعية التوعية والتأهيل الاجتماعي (واعي) لتقوم على نشر وترسيخ مبادئ الخلق القويم، والفكر السليم، والسلوك الحضاري، ومحاربة ما قد يشوبها من شذوذ وانحراف أو فتنة أو أعمال إضرار تريد الفرقة والاختلاففي المقابل قدم معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين التهنئة بسلامة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف - مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية - من ذلك الاعتداء الآثم من الفئة الضالة التي استهدفت أمن الوطن واستقراره في شخص أحد رموز الأمن وقادته الأوفياء، والتهنئة موصولة لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز وإلى الشعب السعودي، وحكومتنا الرشيدة.وقدم في ثنايا كلمته الشكر لجمعية التوعية والتأهيل الاجتماعي (واعي) على إقامة هذه الأمسية، وعلى اختيار موضوع (سيكولوجية التفجير)، وهو الموضوع المهم والخطير في هذا الوقت، والذي سيحدثنا فيه الأستاذ الدكتور طارق بن علي الحبيب وهو خير من يتناول هذا الموضوع الحسّاس بما يملكه من علم، وخبرة، وبُعد نظر جعله من ابرز المختصين في الدراسات والبحوث النفسية في بلادنا.
مشيراً إلى ان ما تعتنقه هذه الفئة من أفكار، وما تقوم به من أعمال لا تصدر إلا من نفوس مريضة بعيدة كل البُعد عن منهج الإسلام وعدالته، وهم في واقع الأمر خوارج هذا الزمان، وقد ظهر للناس زيفهم وما يتسترون به من ستار الدين الذي هو منهم براء.
عقب ذلك قدم البروفسور طارق الحبيب محاضرة بعنوان (سيكولوجية المفجرين) تناول من خلالها عدة محاور حيث استهل حديثه بتساؤلات ظلت حائرة طيلة هذه الفترة ولم يتطرق إليها الناس أو بالأحرى انهم لم يقفوا عندها وقفة صادقة بل الأجدى الوقوف عندها وحل طلاسمها والوصول إلى أقصى أعماقها أو التي ربما تكون وراء تلك الأسباب النفسية التي تفسر ولا تبرر كما قال قيام تلك الفئة بهذه الأعمال أو قد تقود إلى جوهر القضية وكانت هذه التساؤلات عمن هم المفجرون؟ هل هم مرضى نفسيون؟ هل هم الخوارج؟ هل هناك ما يسمى بالشخصية المتطرفة وكمدخل للمحاضرة تناول البروفسور الحبيب علاقة الدين بالتعصب برؤية نفسية ناقش خلالها الانتماء الديني وقابلية التعصب للأشخاص ذوي الاستعداد للتعصب.
ثم قام بتقديم تعريف خاص للغلو والتطرف باعتبارهما سلوكين منحرفين فكرياً.
ثم انتقل البروفسور الحبيب إلى المحور المهم في المحاضرة وهو سيكولوجية التطرف المعاصرة حيث شرح معتقدات وأفكار هذه الفئة والأسباب والدوافع الرئيسية وراء كل ما يقومون به، موضحاً الادعاءات الكاذبة لهؤلاء المارقين وتمسكهم بمعتقدات دينية الدين منها بريء والفكر الإنساني المتعافي لا يمت لها بصلة.
ثم تناول الشخصية والتطرف والشخصية التسلطية وما هي سماتها ودورها في تأجيح التطرف وذلك من خلال الموروث الفكري السلبي الذي تتميز به.
ثم جاء المحور الثاني في حديثه عن المجتمع السعودي من حيث الايديولوجية والتعددية الفكرية ومدى تأثير التغيرات الخارجية على الإنسان السعودي وإلى أي مدى يؤثر الانتماء للأسرة والقبيلة والأمة على الانتماء للوطن وما هو الفرق بين شخصية المتدين وغير المتدين السعودي.. هل كل هذه العوامل شكلت الشخصية السعودية لتتصف بالشك لأنه ميراث اجتماعي ثم الحرص على المعرفة، وكذلك لعب الدور أكثر من ممارسة القناعة والقدرة على التشكل في البيئة الجديدة.
وتناول في المحور الثالث مدى علاقة التربية الدينية السعودية بتغيير فكر الإنسان السعودي مستعرضاً ايجابيات وسلبيات التربية الدينية السعودية.وانتقد البروفسور الحبيب التربية الاجتماعية الخاطئة انتقادا عنيفا حيث اعتبرها احدى مقومات هذا المجتمع التي تكسبه المظهر أمام سواه حيث أعابها على انها لم ترب على الاستقلالية بل كانت تربي على التفكير الحدي.
وتناول المحور الرابع أنواع الأسر وقارن بين خصائص الأسرة المفتوحة والأسرة السلطوية فالأسرة المفتوحة (التفاعلية) (الحوارية) فقد وصفها البروفسور الحبيب بالأسرة الراقية حيث تعاملت مع السلطة فيها ليست كسلطة بمقدار ما هي قيادة وتوجيه حيث يتربى الفرد على احترام الذات والتفكير الايجابي الحر. وداخل هذا النوع من الأسر تتوزع الأدوار كما يوجد فيها الحب واحترام الآخر.
أما الأسرة السلطوية فتعني مركزية السلطة اتباع سياسة الكبت ومصادرة الحريات حيث ينعدم الحوار ومبدأ الشورى داخل هذه الأسرة ويتم التركيز على التخويف وليس التشجيع وبناء الثقة. ويكون لدى الأولاد في هذا النوع من الأسر شعور دائم بالتهميش والظلم، ولذا قد يلجأ الأولاد حينما تتوفر لديهم القدرة إلى وسائل منحرفة مثل التمرد والانحراف والتطرف.
وجاء المحور الأخير مشدداً على أهمية استهداف الفئات التالية عند الخطاب الإعلامي وهي الشباب المتطرفون الفارون، والمتعاطفون نفسيا معهم دون جرم مباشر، وبقية المجتمع الحائرة، وفئة المجتمع الغاضبة من فكر التطرف، والمتلقي خارج السعودية من الأشقاء العرب.