فاق إعجاب الشيخ عائض القرني بقصيدته كل إعجاب شعراء العالم بقصائدهم ومن خلال حديثه عنها يبدو أنه يعتبرها منطقة محظورة يلزم على من سمعها أن يعجب بها أو يصمت، أما أن ينتقد أو يبدي مواضع يختلف فيها معه فهو هنا دخل باباً يؤدي به إلى سماع ما يكره!
** العمل الإبداعي شعراً أو رواية أو لوحة فنية هو محصلة إحساس يترجم سلاسل متواترة وغير منتهية من صداعات الباطن بالظاهر وتداخلات اللاواقع بالواقع.. تتماهى فيه الصورة باللغة.. تحلق حولها حمائم الخيال وتنزرع في ريشها لغة خاصة يسمونها توليدية جديدة تهب الحياة كلها صفة الشعرية الخالدة..
** من منا يختلف حول قصيدة تجسد هذه المعاني وتوحي لنا باللامحسوس واللانهائي وتنقلنا - ونحن ثابتون - إلى ملكوت نسبح فيه وتبتل ملابسنا ونحن في قاع الجفاف..!!
** تلك هي (قوة الشعر) التي يتحدث عنها الشاعر والناقد الإنجليزي (جايمس فنتن) فإن اتفق الناس حول نص، اختلفوا حول آخر وهذا لا يضير!.
** لابد أن يتوقع الشاعر ألا تجد قصائده الصدى المتوقع، كما أنه لابد ألا يرتكن لتاريخه في مجالات أخرى حتى يظن أنه سينجح في كل مجال بالقدر الذي حققه في الآخر.
فمبيعات كتاب (لا تحزن) مثلاً الخارقة للعادة في العالم العربي يجب ألا تجعل من الشاعر الدكتور عايض القرني يغضب من أي نقد موجه لقصيدته التي ظن أنها ستنافس أشهر القصائد المغناة.
** بقي أن أذكر فضيلة الشيخ الشاعر عائض القرني بأن الناقد حين يدرس النص الشعري في الغالب لا يكون شاعراً، فلا يشترط بمن يدلي رأيه أو يقيم النص أو يقومه بأن يكون شاعراً.. وأقسام النقد في الجامعات والدراسات النقدية تشهد على ذلك.
كما أنه هناك رأي الذائقة العامة الذي لا يشترط دراسة وهو من الآراء المهمة فالقاعدة الشعبية العامة قد تميل لعمل إبداعي ما وترفعه للأعلى حتى لو لم يكن يحمل قيمة فنية عظيمة ومبيعات (لا تحزن) تؤكد ذلك..!!
** فكيف نقبل بنقد وآراء غير المتخصصين في موضع ونرفضه في موضع آخر؟؟!!